العدد (34)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .

فإن من واجب الأمانة التي حملها المتخصصون في كل فن أن يبذلوا قصارى جهدهم ليخرجوا بالعطاء من العلم المتعلق بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

ومن أنفس ما يمضي به الباحث وقته الإشارة إلى أئمة هذه الأمة في التفسير وعلوم القرآن فيُشهر ما طوي من تراجمهم ، وينشر ما خفي من علمهم ، ويدل الباحثين إليه ، ويوصي أولي الهمم به .

القرآن الكريم كتاب الله الخالد ومعجزته الباقية ، أنزله الله لهداية البشر ، فهو دستور الحياة الكريمة، وأساس الحضارة الراقية ، ولتحقيق هذه الهداية بذل العلماء رحمهم الله جهودهم الكبيرة المخلصة لإخراج كنوز القرآن كل في مجاله ، فمنهم من توسع ، ومنهم من اختصر ، حني تكونت ثروة علمية تدل علي عظمة هذا الكتاب الكريم ،  وعلي منزلته في قلوب هؤلاء المؤمنين به

          إن موضوع هذا البحث : جهود العلماء في علوم القرآن : أمثال القرآن نموذجاً . يهدف  إلي بيان جهود العلماء في دراسة قضية المثل في القرآن الكريم من حيث بيان معني الكلمة ودلالتها علي المصطلح ، ويسعى البحث كذلك إلي  تحرير المصطلح من تداخلات اصطلاحية عديدة عند العلماء ، ثم تبيين أن قضية المثل في القرآن الكريم من القضايا التي لها تعلق بجوانب الحياة المختلفة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:-

 فلقد حث الله تعالى عباده على تدبر القرآن الكريم في  آيات كثيرة، لما له  من فوائد جمة، يصعب حصرها في هذه المقدمة، ومن أهمها:

• وصول العبد إلى درجة اليقين أن هذا القرآن من عند الله تعالى، إذ لو كان من عند غيره لوُجد فيه التناقض والاختلاف بين أحكامه ومعانيه، قال تعالى:]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [ (النساء:82)، في حين أننا لو تدبرنا القرآن لوجدناه متسقة معانيه، مؤتلفة أحكامه، يؤيد بعضه بعضًا بالتصديق. ([1])

        القصص القرآنية وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم ، ومظهر من مظاهر بلاغته وبيانه ، فقد قدّم نماذج من التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل ، يعجز أي قاص بشري أن يقدّم مثلها .

إنّ القصة – بشكل عام – تحظى بمكانة متميزة في الأدب ، وتعدّ من الفنون الأدبية ، ويبرز دورها وأهميتها في غرس القيم الأخلاقية والصفات الحميدة في النفوس ، والمتمثلة في قيم الاحترام والمحبة والتعاون ، والإخفاء وغيرها من قيم الأخلاق المختلفة .

    ولقد اهتم الفلاسفة والمربون منذ أقدم العصور بالقصة التي يجب تقديمها إلى الفرد بقصد تربيته وتهذيبه، نظراً لأنها هي الوعاء المناسب الذي يمكن من خلاله تقديم الأفكار التي ترغب في إيصالها للمتلقين ، والقيم المراد غرسها في نفوسهم ، لذلك برز اهتمام القدماء بالقصص ، وتبيّنوا قيمها النفسية والتربوية ، فكانت الأمهات تحكي للأطفال قصص الأمجاد ، وبطولات الفرسان في الحروب والمعارك ، وقد أولى (أفلاطون) أهمية كبيرة للقصة وجعل لها شروطاً تصبح بموجبها وسيلة تربوية جيدة لتربية النشء .

    يتناول هذا البحث جمع ودراسة مناهج القراء العشرة في إقراء القرآن الكريم برواياته المختلفة وقراءاته المتعدّدة، وقد قسمته إلى مقدمة تضمنت الحديث عن أهمية الموضوع وأسباب اختياره، ومنهج البحث، وخطته، ثم تمهيد في تعريف كل من المناهج، والقراء العشرة، والإقراء، ثم المبحث الأول ويشتمل على مطلبين، تضمن الأول منهما الحديث عن إقراء القرآن الكريم بجميع القراءات المتواترة، وتضمن الثاني الحديث عن الأحق بالتقديم في القراءة عند الإقراء، ثم المبحث الثاني: ويشتمل على مطلبين، تضمن الأول منهما الحديث عن القدر المعتمد من الآيات حال الإقراء، وتضمن الثاني الحديث عن التدرج في تلقي القرآن الكريم وتعليمه، ثم المبحث الثالث: واشتمل على مطلبين ، تضمن أحدهما: الحديث عن القراءة على المتعلمين حال الإقراء، وتضمن الثاني الحديث عن الأخذ بالتحقيق بقصد الضبط والتَّدقيق، ثم ختمت البحث بخاتمة تتضمن أهم نتائج البحث وتوصياته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه أجمعين وبعد :

فنحمد الله الذي أعاننا على اختيار هذا الموضوع الذي يتعلق بتفسير كتاب الله تعالى برؤية تمكن من النظر في علم من أعلام ألامة، قدم للإسلام كل حياته وأضاف للتفسير وعلوم القران ، فتحدث عن أصول التفسير ، ونسال الله يتم علينا فضله ويوفقنا لتناول منهج الشيخ ابن تيمية بصورة علمية وموضوعية .