مقدمة:
تعليم القرآن الكريم هو أصل مناهج التعليم في العالم الإسلامي، ومؤسسات تعليم القرآن الكريم هي رائدة مؤسسات التعليم في الوطن الإسلامي.
يعالج بحث: "نظم تعليم القرآن الكريم في السُّـودان"، تاريخ العمل القرآني، ويبحث في طريق تحفيظ القرآن الكريم في السُّـودان والمناشط القرآنية وطرق المراجعة والواقع التطبيقي، وينظر في وسائل تطوير العمل القرآني، ثم يقدم رؤية مستقبلية.
والبحث في مجمله خطوط عامة وأضواء تكشف عن بعض الجوانب التي تحتاج إلى نظر في التجربة التطبيقية لطرق تحفيظ القرآن الكريم ووسائل تطويرها في جمهورية السُّـودان والاستفادة منها في العالم الإسلامي.
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمدe وعلى آله وصحبه والتابعين.
لما كانت قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري أفصح القراءات القرآنية كما ذكر السيوطي في الإتقان حيث قال: "وأصحّ القراءات سند نافع وعاصم، وأفصحها أبو عمرو والكسائي"([1]). فقد وجدتْ هذه القراءة الذيوع والانتشار في أنحاء العالم الإسلامي حيث ذكر ابن الجزري في حديثه عن انتشار هذه القراءة في الأمصار الإسلامية رواية عن ابن مجاهد عن وهب بن جرير قال: قال لي شعبة: "تمسك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستصير للناس إسناداً". قال ابن الجزري معلِّقاً على ما قال شعبة: وقد صحَّ ما قاله شعبة رحمه الله تعالى فالقراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو بن العلاء، فلا تكاد تجد أحداً يلقن القرآن إلاَّ على حَرْفِهِ، خاصة في الفرش؛ وقد يخطئون في الأصول([2]).
([1]) جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: الإتقان في علوم القرآن، طبع عيسى الحلبي، 1/81.
([2]) محمد بن محمد الجزري: غاية النهاية في طبقات القُرَّاء، طبع مكتبة الخانجي، مصر، 1351هـ، 1/539.
مدخل:
مما يجب أنْ يقرَّر: أنَّ الاجتهاد الشرعي قام في جوانب كثيرة معتمداً على المقاصد واعتبارها، كما أنَّ التشريع الإسلامي كذلك تأثَّر بشكل ملحوظ برعاية المقاصد وتحقيقها، في أصوله وفي فروعه، في التقعيد وفي التفريع، في الفُتيا، وفي تنْزيل الأحكام على الوقائع، وفي قيام الأحكام الشرعية، تكليفية كانت أو وضعية، وفي الترجيحات الأصولية والفقهية، وغير ذلك من عمليات التشريع والاجتهاد.
غير أنَّا سنخصص هذا المبحث في تأثُّر الاجتهاد بالمقاصد واعتبارها، ونستعرض أثر المقاصد في بناء الاجتهاد من خلال مطلبين:
المطلب الأول: يبيِّن اعتبار المقاصد في أهلية الاجتهاد.
والمطلب الثاني: يبيِّن مسالك الاجتهاد المقاصدي([1]).
([1]) الأصل في هذه النسبة أنْ تكون إلى المفرد، فيقال: "المقصدي"، ولكن لما صار "المقاصد" علماً ولقباً أصبح مصطلحاً تصلح النسبة إليه، حيث شاع في مصطلح هذا العلم أنْ يقال: "مقاصدي" كما في "الاجتهاد المقاصدي"، و"النظر المقاصدي" ... إلخ.
مقدمة:
إنَّ الحمد لله رب العالمين، خالق السموات والأرض، أحمده تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأصلي وأسلم على أشرف الأنام ومبدد الظلام، محمد بن عبد الله e وعلى آله وصحبه الكرام، أهل التقوى والإيمان، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد،،،
فإنَّ الله تعالى قد بعث النبي e على حين فترة من الرسل ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، أرسله للناس كافة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
فهدى الله تعالى على يديه خلقاً كثيراً، كانوا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، وتقيم شرع الله في أرضه، فكانت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ثم تبدَّل الحال مرة أخرى وساءت الفعال، وجاءت ظلمات الضلال تجر أذيالها في تيه وكبرياء، وما ذلك إلاَّ لأنَّ الناس خالفوا منهج رسولهم الكريم، وبدلوا منهج القرآن العظيم، بمناهج الضلال والانحلال، ونسوا اليوم الآخر يوم المآل.
ولكن ما زال هناك بقية ممن تمسكوا بهذا الدين والتزموا بمنهجه، وقد عرفوا أن من واجبهم انتشال المسلمين من هذا الانحطاط، والخروج بهم إلى هدى الإسلام مرة أخرى.
وسلكوا في ذلك مناهج عديدة واختطوا سبلاً كثيرة، وكل يدعي أن طريقته في الدعوة هي التي ستعيد مجد الإسلام الغابر.
ولكن ومع ذلك فما زال المجتمع المسلم وفي كثير من أطرافه يعاني من أمراض الانحلال والتفكك، بالرغم من كثرة الدعاة فيه. والمتأمل للمجتمع اليوم يعلم يقيناً أن المجتمع لا يشكو من قلة الدعاة، أو قلة الوعاظ والمتحدثين في فروع الفقه والدين، وإنما يشكو من قلة فقه الدعوة عند الدعاة الملقي على عاتقهم إصلاح المجتمع.
إنَّ الدعاة لا بُدَّ من أنْ يستلهموا منهج الدعوة من النبي e وأصحابه، فإنه e قد غير أمة كاملة، وكان يبعث أصحابه إلى بعض القبائل لنشر الإسلام، وكثيراً ما كان الواحد منهم يبعث وحده، ولكن ومع ذلك يستطيع أن يخرج الناس من الضلال إلى الهدى، ويهدم جدران الكفر والشرك، لأنهم أولاً صدقوا الله ثم فقهوا هذا الدين وطريق دعوته، فهدى الله بهم الناس إلى الكتاب المنير، وأجرى على يديهم التغيير([1]).
والدعاة اليوم أحوج لمثل هذا الفقه، لأنَّ الدعوة إلى الله ليست حفظاً لنصوص القرآن والسنة ثم إلزام المجتمع بها، ولكن الدعوة إلى الله علم واسع يحتاج إلى فهما دقيق لأحكام الدين وواقع المجتمع.
ولقد وفقني الله تعالى لأكتب في أصل مهم من أصول الدعوة، وهو فقه التدرُّج.
إنَّ الأمم لا تتغيَّر بين يوم وليلة من منهج إلى منهج، ولكن هذا التغيير يحتاج إلى جهد جهيد ووقت مديد.
إنَّ هذا الأصل أضاعه كثير من الدعاة اليوم، ورغبوا في أنْ يغيروا المجتمع في أيام معدودات، فلم يستطيعوا ذلك؛ لأن طبائع الناس لا تقبل مثل هذا التغيير الذي يتم بين عشية وضحاها، إذ يصعب عليهم ترك حياة ألفوها واعتادوا عليها فجأة.
وإنني أسأل الله تعالى التوفيق في أنْ أبيِّن بعضاً من معالم هذا الأصل العظيم الذي يُعَدُّ أحد مناهج الإسلام في تغيير المجتمع.
([1] ) انظر قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي ورجوعه إلى قومه ودعوتهم إلى الإسلام، وقصة إسلام أبي ذر الغفاري ودعوته إلى قومه، كتب السيرة.
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،
فإنَّ الشخصية الاعتبارية من المسائل التي استجدت في هذا العصر، وهي وليدة الفكر القانوني، وقد فرضت نفسها على الحياة الاجتماعية، لما تقوم به من أدوار ومهام لا يستطيع الشخص الطبيعي أنْ يؤديها، ولذلك فهي تحتاج إلى نظرات فاحصة تستكشف جوانبها، وتبين حقيقتها، وتتعرف على رؤية الفقه الإسلامي فيها، وفقاً لنصوصه، ومبادئه، وقواعده، وهو ما سيحاول هذا البحث ـ مستعيناً بالله تعالى ـ أنْ يطرقه مركِّزاً على بيان مدى تحمُّل الشخص الاعتباري للتكاليف الشرعية، وبخاصة الزكاة، وسنهتدي ـ بإذن الله تعالى ـ في هذا البحث بالبحوث التي سبقت في هذا المجال، وبخاصة بَحْثَيْ أ.د. الصِّدِّيق محمد الأمين الضرير، ود. أحمد علي عبد الله.
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد،،،
لا شك أنَّ فضل العلم على الإنسان فرداً أو جماعة يتسع ليستوعب كل مناحي الحياة حتى يكاد لا يترك مجالاً آخر لغيره، وقد نبّه القرآن الكريم على هذه المرتبة العالية للعلم فقال جلَّ من قائل: [1]).
ويأتي هذا البحث محاولة للفت الانتباه لهذه القيمة الحياتية المؤثرة في حياة الأمم والشعوب بالسلب أو الإيجاب حسب الاقتراب أو الابتعاد من هذا المصدر المهم، الذي نورد تفاصيله فيما يأتي:
([1]) سورة المجادلة، الآية (11).
المقدمة:
الحمد لله علّم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم،والصلاة والسلام على رسوله الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين، وبعد،،،
أهمية البحث:
فإنَّ موضوع الإدارة العامة العربية الإسلامية من المواضيع الهامة وتكتسب أهميتها من كونها مرتبطة بحياة البشر وتنظيم شئون حياتهم في الدنيا والآخرة.
مقدمة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله e، وعلى آله وصحبه ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد،،،
فالحمد لله القائل: [1]).
أهمية الموضوع:
تأتي أهمية الموضوع في ظل الظروف والمتغيرات التي تمر بها الأسرة والاستهداف الذي تتعرَّض له في كيانها ونظامها العام، وهو استهداف يهدِّد النظام الاجتماعي الذي يستند إلى الأسرة ككل.
([1]) سورة الروم، الآية (21).
مقدمــــة :
تُعَدُّ التربية المستمرة أو التعليم مدى الحياة من الموضوعات التربوية المهمة التي شغلت التربويين كثيراً في العقود الأخيرة.
واحتل هذا المصطلح مكانة في الفكر التربوي بعد الحرب العالمية الأولى ثم تزايد الاهتمام بعد الحرب العالمية الثانية لأسباب كثيرة أهمها الانفجار المعرفي وما تبعه من تطور تقني لا سيما في تقنيات الاتصال. وتطور مفهوم التربية المستمرة ليعني فرص التعليم الرسمي وغير الرسمي التي توفر للفرد الاستزادة من التعليم والثقافة مدى حياته مما يمكنه من زيادة كفايته وتأدية واجباته الاجتماعية والمهنية، وبالتالي يشارك في زيادة الإنتاج وتقدم المجتمع في مختلف المجالات.
وأفادت الدول والمؤسسات من هذا المفهوم في تعليم الكبار مما جعله مظهراً من مظاهر التربية المستمرة، اتضح ذلك جلياً في انعقاد المؤتمر العالمي لتعليم الكبار عام 1972م في طوكيو حيث طُرحت الأسس الواضحة للتربية المستمرة.
هذا الجهد قُصِدَ به في الأساس التعرُّف على الذات وعلى الآخرين في إطار تدريس علوم الاتصال، بما يعطي معالم طريق مستقبلي في موضوعه. وهو على إيجازه الشديد وطيِّه لمراحل الموضوع يصف أدوار التجربة المحلية والخارجية في تدريس الإعلام، مركّزاً على السلبيات التي صاحبت مسيرة هذا النوع من التدريس بما أخرجه من مقاصده الأساسية.
وبذا فالدراسة محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها في تأسيس وافتتاح كليات للدراسات الإعلامية في بلادنا بما يعطي الحاجة المقبلة علينا والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعنا اعتباراً مهماً لبلوغ النجاح في واقعية وتخطيط.
ولذلك فقد جعلتُ وحدة التحليل الأساسية هي "الخريج" الذي هو ناتج الكليات النهائي، بينما اعتبرت "العملية التعليمية" إطاراً حول هذه الوحدة بما يمكن من أنْ نسميه "مجتمع الدراسة".
وقد شمل ذلك المناهج والأستاذ المنفذ لها وسبل التخطيط فيها، والحاجات لدى الطالب الدارس، وتأهُّل الطالب لهذا المنهج عند قبوله، إلى جانب مصادر الدراسات والمعلومات والوسائل التعليمية، مع إعطاء التدريس التطبيقي مكانه المعتبر والمقدر في هذا التخصص.