الفراء : هو أبو زكريَّا يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان الدَّيلميُّ، مولى بني أسد المعروف بالفرَّاء، من أصل فارسيٍّ، ولد بالكوفة سنة 144هـ، ونشأ بها ولقِّب بالفرَّاء ؛ لأنَّه كان يفري الكلام.
وأشهر من تلقي عنهم العربيَّة الكسائيُّ، كما أكثر الاختلاف إلى حلقة أبي جعفر الرؤاسيِّ ، ثم رحل إلى البصرة ، وتتلمذ على يونس بن حبيب – كما يرى البصريُّون، وأهل الكوفة ينفون ذلك، والحقُّ أنَّه أخذ عن هؤلاء وأولئك، كما سمع الأعراب. ([1]) وممن اشتهر بهذا اللَّقب أبو أحمد محمَّد بن خالد بن يزيد بن صالح الفرَّاء(ت206هـ) وأبو القاسم نوح بن صالح الفرَّاء(ت229هـ). ([2]) مضى الفرَّاء – في أثر أستاذه الكسائيِّ ... حتى أعطى النَّحو الكوفيَّ صورته النِّهائيَّة، وهي صورة تقوم على الخلاف مع نحاة البصرة في كثير من الأصول مع النُّفوذ إلى وضع مصطلحات جديدة. ([3])
([1] ) المفيد في المدارس النَّحويِّة –د. إبراهيم عبود السَّامرائيُّ – دار المسيرة للنَّشر والتَّوزيع – عمان ط1 2007م- ص97.
([2] ) أبو زكريَّا الفرَّاء مذهبه في النَّحو واللُّغة – أحمد مكي الأنصاريّ – مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيَّة – القاهرة 1964م، ص24.
([3] ) المفيد فى المدارس النَّحويَّة – د. إبراهيم عبود السَّامرائيّ ، ص 98
الفراء : هو أبو زكريَّا يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان الدَّيلميُّ، مولى بني أسد المعروف بالفرَّاء، من أصل فارسيٍّ، ولد بالكوفة سنة 144هـ، ونشأ بها ولقِّب بالفرَّاء ؛ لأنَّه كان يفري الكلام.
وأشهر من تلقي عنهم العربيَّة الكسائيُّ، كما أكثر الاختلاف إلى حلقة أبي جعفر الرؤاسيِّ ، ثم رحل إلى البصرة ، وتتلمذ على يونس بن حبيب – كما يرى البصريُّون، وأهل الكوفة ينفون ذلك، والحقُّ أنَّه أخذ عن هؤلاء وأولئك، كما سمع الأعراب. ([1]) وممن اشتهر بهذا اللَّقب أبو أحمد محمَّد بن خالد بن يزيد بن صالح الفرَّاء(ت206هـ) وأبو القاسم نوح بن صالح الفرَّاء(ت229هـ). ([2]) مضى الفرَّاء – في أثر أستاذه الكسائيِّ ... حتى أعطى النَّحو الكوفيَّ صورته النِّهائيَّة، وهي صورة تقوم على الخلاف مع نحاة البصرة في كثير من الأصول مع النُّفوذ إلى وضع مصطلحات جديدة. ([3])
([1] ) المفيد في المدارس النَّحويِّة –د. إبراهيم عبود السَّامرائيُّ – دار المسيرة للنَّشر والتَّوزيع – عمان ط1 2007م- ص97.
([2] ) أبو زكريَّا الفرَّاء مذهبه في النَّحو واللُّغة – أحمد مكي الأنصاريّ – مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيَّة – القاهرة 1964م، ص24.
([3] ) المفيد فى المدارس النَّحويَّة – د. إبراهيم عبود السَّامرائيّ ، ص 98
فإنَّ علم التَّفسير يعدُّ من أشرف العلوم وأجلِّها وأنفعها لتعلُّقه بالقرآن الكريم كتاب الله المنزل الَّذي لا يأتيه الباطل، ولا يستطيع أن يتطاول عليه متطاولٌ ، وكل ما يتعلَّق بالتَّفسير، ويتَّصل به له من القدّر والمنزلة بقدر تعلّقه وقربه .
لذا اشتغل كثير من العلماء به وأفنوا أعمارهم في خدمته . وكان من بين هؤلاء العلاََّّّّمة محمَّد طاهر بن عاشور ت:1393هـ ، صاحب التَّفسير المشهور(التَّحرير والتَّنوير) الَّذي جمع فيه خلاصة ما في كتب التَّفاسير وزاد عليها وعني في تفسيره بالنَّحو واللَّغة والبلاغة وغيرها؛ لذا أكثر في نقوله من كتب التَّفاسير الَّتي تعنى بعلوم العربيِّة وعلى رأسها تفسير الكشَّاف الَّذي قال فيه: "والتَّفاسير وإن كانت كثيرة فإنَّك لا تجد الكثير منها إلاَّ عالةً على كلام سابق بحيث لاحَـظَّ لمؤلِّفه إلا الجمعَ على تفاوتٍ بين اختصار وتطويل، وإنّ أهمَّ التَّفاسير تفسير (الكشَّاف)، و(المحرِّر الوجيز) لابن عطيِّة، و(مفاتيح الغيب) لفخر الدِّين الرَّازي ([1] ) .
([1]) التّحرير والتّنوير محمد الطاهر بن محمد بن عاشور التونسي ،ت : 1393هـ الدار التونسية للنشر ، تونس 1984، ج 1 ص 7.
الحمد لله ربِّ العالمين ، والصَّلاة والسَّلام على خاتم المرسلين ، وعلى رسل الله أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين .
هذا البحث يقف عند ظاهرة نقدية يحسب الباحث أنّها مهمة تستحق الدَّرس والتَّأمل هي :
(إسهامات علم النَّقد الأدبيِّ في دراسة النَّصوص الدِّينيَّة) وهو جهد أدبيٌّ يقوم بتناول هذه الإسهامات بدءاً بالنَّقد الأدبيِّ القديم، والوقوف على الممارسات النَّقدية والتَّطبيقية الَّتِي اهتمت بدارسة النَّص القرآني، والحديث النَّبويِّ الشَّريف من حيث الإعجاز البياني في القرآن الكريم، وإبراز وجوه البلاغة في أحاديث النَّبيِّ الكريم r.
وهذا الموضوع بالرَّغم من ضخامة المادة فيه وتنوعها، وامتداد الفترة الزَّمنيَّة، فالباحث لا يقف عند حدود الرَّصد والوصف والاستخلاص، بل يُتبِع ذلك شيئا من التَّعليل والتَّفسير والتَّقويم.
ولهذا البحث أهمية تنبع من أنَّها تعرض الإسهامات النَّقدية، وتبين أثرها في دراسات النّصوص الدِّينيَّة، إلى جانب أنَّ الدِّراسة تمنح أهميَّة في أنَّها الأولى من نوعها في هذا المجال، فلم تقع عيني على دراسة متكاملة تعرض (إسهامات علم النَّقد الأدبيِّ في دراسات النّصوص الدِّينيَّة)، وهذا ما دفع الباحث إلى التَّنقيب والبحث في كثير من المصادر والمراجع في النَّقد الأدبيِّ من أجل استخلاص بعض هذه الإسهامات، وهذا مما شكل صعوبات اعترضت طريق الدِّراسة ، فأعانني الله في التَّغلب عليها.
إنّ مسألة الاحتجاج بالحديث النّبوي لم تكن بمعزل عن كيفية وضع قواعد النّحو العربي، وما وُضع من قيود؛ متمثلاً ذلك في حصر السّماع عن العرب على فترة زمنية محددة وعلى قبائل معدودة فأهدروا بذلك ثروة لغوية، تمثلت في منعهم الاستشهاد بطائفة من قراءات القرآن، وإنْ كانت منها قراءة سبعية، لمخالفتها لما وضعوه من قواعد فإن لم يتعاملوا مع القراءة على أنّها سنّة متبعة- وإن أقروا بذلك شفاهة- فلا غرو أن يتوقفوا في الاحتجاج بالحديث متعلّلين بأنّه روته الأعاجم، وأنّه روي بالمعنى. (وأنّهم لو وثقوا بأنّه المنقول كلامه لأخذوا به، على الرغم من إقرارهم بأنّ النبي r أفصح النّاس، وما كان ليتكلم إلا بأفصح اللغات) . لذلك عمدت إلى الحديث عن هذه القضية، واخترت لبحثي أن يكون (الاحتجاج بالحديث النّبوي عند السّيوطي في ضوء شرحه على ألفية ابن مالك المسمى بالبهجة المرضية : منهجه، مذهبه ، واختياراته).
إنّ مسألة الاحتجاج بالحديث النّبوي لم تكن بمعزل عن كيفية وضع قواعد النّحو العربي، وما وُضع من قيود؛ متمثلاً ذلك في حصر السّماع عن العرب على فترة زمنية محددة وعلى قبائل معدودة فأهدروا بذلك ثروة لغوية، تمثلت في منعهم الاستشهاد بطائفة من قراءات القرآن، وإنْ كانت منها قراءة سبعية، لمخالفتها لما وضعوه من قواعد فإن لم يتعاملوا مع القراءة على أنّها سنّة متبعة- وإن أقروا بذلك شفاهة- فلا غرو أن يتوقفوا في الاحتجاج بالحديث متعلّلين بأنّه روته الأعاجم، وأنّه روي بالمعنى. (وأنّهم لو وثقوا بأنّه المنقول كلامه لأخذوا به، على الرغم من إقرارهم بأنّ النبي r أفصح النّاس، وما كان ليتكلم إلا بأفصح اللغات) . لذلك عمدت إلى الحديث عن هذه القضية، واخترت لبحثي أن يكون (الاحتجاج بالحديث النّبوي عند السّيوطي في ضوء شرحه على ألفية ابن مالك المسمى بالبهجة المرضية : منهجه، مذهبه ، واختياراته).
لمَّا كانت ظاهرة التَّرادف لها مدلولها في اللُّغة العربيَّة لما تهدف إليه من تحليل البنية اللُّغوية صوتيًّا وصرفيًّا ونحويًّا ومعجميًّا وإيصال المعنى واضحًا مفهومًا، إذًا فهي ظاهرة أساسيَّة من حيث الاتِّصال اللُّغويُّ الذي يحقِّق العلاقات الإنسانيَّة في صورها المختلفة، ولأنّ القرآن الكريم غنيٌّ بهذه الظاهرة ــــ وفي هذا أقوى الأدلَّة على فصاحته وإعجازه ـــ الَّتي صارت سمة للُّغة العربيَّة دون غيرها من اللُّغات الأخرى، ولمَّا كان الترادف يوسِّع مدارك الفصاحة وأساليب البلاغة في النَّظم والنَّثر علاوةً على علاجه لبعض عيوب الكلام كاللَّثغ والرَّتج خاصةً عند الأذكياء باستبدالهم كلمة مكان أخرى بأسرع فرصة، فللأسباب والدَّوافع السابقة مجتمعة عزمتُ أن أتناول هذه الظَّاهرة تحت عنوان:
التَّرادف تعريفه وأسبابه وشروطه وآراء العلماء حوله وتطبيق ذلك على نماذج من القرآن الكريم.
إنَّ الشَّواهد الشَّعريَّة من الموضوعات الَّتي اهتمَّ بها علماء النَّحو العربيِّ قدماؤهم ومحدثوهم، ووضعوا لها قواعد وشروطًا للاستشهاد بها في قاعدة نحويَّة، ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا لها قيودًا زمانيَّةً، وحتى تتضح هذه الأمور جاء هذا البحث تحت عنوان: ( التزام النَّحاة بالشَّواهد الشِّعرية النَّحوية زمانيًّا)، وقد قُسِّمَ إلى مبحثين، الأول منهما عنوانه: التزام النَّحاة بالشَّواهد الشِّعرية زمانيًّا، والثَّاني تحت عنوان: موقف النَّحاة المعاصرين من التقيُّد بالإطار الزَّمني، وقد خرج البحث بنتائج وتوصيات، وذُكِرت في حواشيه المصادر والمراجع التي اُعتُمِد عليها.
الرّموز الدّينية والصّوفيّة دراسة حاولت قراءة شعر الفيتوريّ من خلال الرّموز الدّينية والصّوفيّة، وذلك من أجل الوصول إلى ما تشير إليه هذه الرّموز، فقد وجد البحث أن استخدام الرّمز عند الفيتوريّ مرّ بثلاث مراحل. وبناء على ما تقدم فقد سلك البحث منهج الاستقراء وتحليل النماذج موضوع البحث، وعليه فقد قسّم البحث إلى عدد من المباحث، المبحث الأول وهو مرحلة الثورة العارمة التي اجتاحت الشاعر فثار على كل شيء، وهي المرحلة التي امتزجت فيها المصطلحات الصّوفيّة بالمفردات ذات البعد الأفريقي، ثم المبحث الثاني وهو المرحلة التي اتّبع فيها الشاعر عدداً من الاتجاهات الصّوفيّة، وهنا تظهر الرّموز الصّوفيّة خالصة.
اللُّغة ظاهرة اجتماعيَّة، وهي خاصيَّة أكرم الله بها الإنسان ، وميَّزه بها عن الحيوان. ورغم اختراع وسائل التَّواصل ؛ إلاَّ أنَّه يبقى للُّغة دورها العظيم. يولد الطِّفل لأبوين ينتميان لمجتمع معين، وبواسطة الأبوين يكتسب الطِّفل لغة هذا المجتمع. وقد يستمع الطِّفل للُّغة أو أكثر؛ فيكتسبهما فيصير ثنائيَّ اللُّغة أو متعدِّد اللُّغات. يريد الباحث في هذا البحث دراسة العلاقة بين لغة الأمِّ وبين لغة أخرى يكتسبها الطِّفل أو يتعلمها. وقد تحدث هاتان العمليَّتان(الاكتساب والتَّعلُّم) متزامنتين أو غير متزامنتين. سيقف الباحث على الفرق بين العمليَّتين، ويعرض النَّظريات الَّتي تفسرههما وسيبيِّن بالتَّفصيل صور العلاقة بين لغة الأمِّ واللُّغة الثَّانية.
إن دافع الباحث في استقراء المزايا البلاغيَّة للتَّناصّ القرآنيّ في رواية" ملكة العنب" لنجيب الكيلانيّ يجيء بداية من حيث إنَّ الرِّواية من روايات الأدب الإسلاميّ،الَّذي يعد القرآن أبرز مرتكزاته وموجهاته ، ومن ثَمَّ فإنَّ الحديث عن المزايا البلاغيَّة للتَّناصّ القرآنيّ في رواية ( ملكة العنب ) ، يدعم الرأي القائل: إنَّ السِّياق القرآنيّ يمكن له أن يتشكِّل حسب الرُّؤية المطروحة في الواقع، كما يمكن الخروج به من السِّياق الأصليّ له دون الإخلال بالمحتوى أو التَّركيب النَّظميّ للنَّص للاستفادة منه في تقريب الهدف من الصُّورة السَّرديَّة لدى القارئ؛ بناءً على ذلك اختار الباحث أن يبحث في المزايا البلاغيَّة للتَّناصّ القرآنيّ في رواية ( ملكة العنب ) لنجيب الكيلانيّ ؛ لتسليط الضّوء على مفهوم التَّناصّ لغة واصطلاحًا، ومفهوم التَّناصّ القرآني، وأهدافه في العمل الرِّوائيّ ثمَّ النَّظر في مدى إمكانيَّة الرَّاوي ـ نجيب الكيلانيّ ـ في استصحاب وعيه القرآنيّ وتوظيفه في تشكيل الصُّورة السَّرديَّة في الرِّواية، ورسم اتِّجاهاتها، والتَّأثير فيها لإحداث المتعة الفنيَّة أولاً والموضوعيَّة ثانيًا.
لم يمر بالعربية حدث أعظم من الإسلام ونزول القرآن على محمد r فقد صيّر هذا الحدث العربية لغة مرغوباً فيها ، لا لنفوذها السياسي، ولا لسبقها الحضاري، وإنَّما لمكانتها الدّينية، إذ تسامى أهل البلاد المفتوحة إلى درس العربية، والعناية بها، من أجل تحقيق العبادة وتلاوة القرآن وفهم النّصوص الشَّرعية.
شخصية هذا البحث ذات قدر عالٍ ، ومكانةٍ مرموقةٍ ، فهي تنحدر من أسرة دينية لها مكانة خاصّة في نفوس المسلمين ، فجدّها هو الإمام عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ ابن عم رسول الله r وجدّتها هي فاطمة بنت رسول الله r فأكرم به من نسبٍ . فهي إلى جانب ذلك تتمتع بقوى عقلية وفكرية هائلة، وثقافة لغوية وأدبية عالية، بالإضافة إلى ما تمتاز به من سلامة في الذوق، وصحة في الطبع، ودماثة في الخلق، وجسارةٍ في الرأي والفكر. كل ذلك أهَّلها لأن تقوم بهذا الدور في عصرها بكل جدارة واقتدار ، فقد كانت في عصرها كالنَّابغة الذِّبياني في سوق عكاظ ، يأتي إليها الشعراء فيحتكمون إليها ويستفيدون من توجيهاتها ونقدها ، لما يعرفونه من علمها بالشّعر .