العدد (3)

 لقد استخدم الدعاة والعلماء في العصور الأولى للإسلام عدداً من الأساليب الدعوية لأن الوحي وضع الأطر العامة للدعوة والموجهات التي يسلكها الداعية مع المدعوين كالرفق والتيسير واللطف واللين مع مراعاة الزمان والمكان ومعرفة البيئة الإجتماعية وما فيها من معتقدات وأعراف وسلوك حتى يقدم الداعية رسالته للناس على علم ودراية مقدماً الأهم على المهم والترغيب قبل الترهيب وهذا ما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته ، إلا أنه مع تطور وسائل تصل الرسائل إلى الناس في عقر ديارهم بعد أن تقاربت المسافات بفضل التقدم التكنولوجي وتفجر ثورة المعلومات وثورة الاتصال وهذه الوسائل حق مشاع للمسلمين يستخدمونها لإيصال صوت الإسلام ودعوته الراشدة لكل أهل الأرض 

     يهدف البحث إلى بيان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التخطيط لمستقبل الدعوة والاستفادة من ذلك في تقديم الإسلام الحنيف منهجاً مرتبطاً بالزمان والمكان والإنسان ، موصولاً بالواقع مشروحاً بلغة العصر جامعاً بين النقل الصحيح والعقل الصريح ،  ثابتاً في الأهداف والغايات ، متطوراً في الوسائل والآليات مرحباً بكل قديم صالح ، مستفيداً من كل جديد نافع ، منفتحاً على الحضارات بلا ذوبان ، ملتمساً الحكمة من أي وعاء خرجت ، عاملاً على تعزيز المشترك الحضاري الإنساني ، مرتبطاً بالأصل ومتصلاً بالعصر) ^([1])

ذلك المنهج الذي يعلم الداعية كيف يتعامل مع الواقع بالمعرفة العميقة والفحص الدقيق لاستقراء المناط الحقيقي ليتنزل عليه حكمه الصحيح لإصابة الحكم المطالب به إزاء هذا الواقع شاملاً لجميع أنواع المناهج الدعوية :-

1. المنهج العاطفي وهو المنهج الدعوي الذى يرتكز على القلب ويخاطب الشعور والوجدان بأساليبه المختلفة .
2. المنهج العقلي وهو المنهج الذي يعتمد على العقل ويدعو إلى التدبر التفكر والاعتبار.
3.  المنهج الحسي الذي يعتمد على المشاهدات والتجارب العملية مما يحقق القناعة) ^([2]) وكيفية اختيار المنهج المناسب للمدعو المعين حسب الحال .

     المعاجم اللغوية القديمة لم ترد كلمة صحافة وإن وجدت كلمات قريبة الصلة بما مثل (صحيفة وصحفي ومصحف وتصحيف)، فالصحفي والصحافة من الصحف وهي جمع صحيفة وهي الكتاب وتجمع على صحائف والمصحف بضم الميم وكسرها وأصلة الضم لأنه مأخوذ من أصحف أي جمعت فيه الصحف^([1]) وإنما سمي المصحف مصحفاً لأنه أصحف أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين^([2]).

إن الدعوة إلى العولمة والحوار الثقافي ضمن استخدام وسائل الإعلام التي تجاوزت الحدود والرقابات تشكل فرصة تأريخية للمسلم الواعي لتقديم الإسلام الذي يمتلك النص الإلهي الصحيح والتجربة الحضارية التأريخية ، ويبرأ من التسلط والبغي والظلم ، ويحقق كرامة الإنسان ويسترد إنسانيته للعالم، والبصائر من حوله كثيرة والبشائر موفورة بقوة الإسلام على الانتشار في أكثر المجتمعات تقدماً وأكثرها تخلفاً في الوقت نفسه، وإلا كانت حالة التخاذل التي تجعل المسلم محلاً يتلقى نفايات الآخر الفكرية والإباحية لأنها الأقدر على التسلل والأقرب على سهولة التقليد.

العلاقة بين  وسائل تقنيات الاتصال وأساليبها والتأثير المتبادل بينها ، فقد كانت الفكرة السائدة في تأريخ وسائل الاتصال أن كل شكل جديد لوسائل الاتصال يعد امتداداً لسابقه يكمله ولا يحل محله ابتداءً من مرحلة التواصل الشخصي  حتى الاتصال التفاعلي ،كما تمثل الدراسة قراءة متعمقة لواقع العمل الصحفي في السودان وفقاً لمعطيات الاتصال التفاعلي والاندماج الاتصالي عبر الوسائط المتعددة ومدى توظيفها  في  وتطويره وتوضيح السبل والآليات التي ينبغي اتباعها حتى يتسنى للصحافة الاستفادة القصوى منها وذلك قياساً وتطبيقاً على استخدامات الوسائط المتعددة  لعينة منتقاة من الصحف السودانية .

إذا كانت البرامج الإذاعية بشكل عام لها ميزاتها الخاصة والأسس والقواعد التي تضبط إنتاجها من حيث الإعداد والتقديم والجوانب الفنية المطلوبة لعملية الإنتاج كافة فالبضرورة أن يكون للبرامج ذات المضمون الإسلامي في الإذاعات القرآنية ما يميزها من أسس وصفات وضوابط تحكم مضمونها وأساليب تقديمها وفقاً للمنظور الإسلامي ولا بد أن تكون هناك خصائص معينة ينبغي توافرها في من يتصدى لهذا العمل لضمان التأثير والفاعلية في متلقى هذا النوع من البرامج. وترجع أهمية هذا البحث من كونه يخاطب القائمين على أمر الإذاعات القرآنية كما أنه يكتسب الأهمية ليلفت النظر إلى بعض البرامج الإسلامية والتي لا يكون لها الأثر والفاعلية المطلوبة لعيوب وقصور في الإعداد والتقديم نتيجة لغياب عملية التقويم من منظور شامل لكل مقومات العمل الإعلامي (سواء القائم بالاتصال أو المعد أو مقدم البرنامج أو المضمون أو الوسيلة أو الجمهور المتلقي) ينبغي أن يكون هناك اهتمام بكل هذه العناصر خاصة معدي البرامج ومقدميها في الإذاعات القرآنية وما يجب أن يتوافر فيهم من خصائص إعلامية ومهارات إتصالية والخصائص  الكفائية التي يجب أن يتحلوا بها عند الممارسة الاتصالية من منظور إسلامي.

من نعم الله تعالى على عباده أن جعل الإسلام، وجعل له خصائص وعرفت بخصائص الإسلام وأصبح هذا الإسلام ثقافة لدى المسلمين أصبح ثقافة له من خلال نصوص القرآن الكريم والتي تشمل العبادات والمعاملات وتشمل قصص الأولين وكذلك تشمل النصوص المتعلقة بالقصاص ومن هذه المكونات أصبحت الثقافة الإسلامية والتي لها خصائصها التي تحرك وجدان المسلم وذلك كما نجد في هذا الموضوع   والذي  لا بد لنا أن نضع مقارنة بين خصائص الثقافة الإسلامية وخصائص الثقافة الجاهلية، أبدأ الكلام بخصائص الثقافة الإسلامية. للثقافة الإسلامية خصائص متميزة بين الثقافات وثقافة أي مجتمع هي التي تشكل إطاراً يحيط بكل أفراد المجتمع، بحيث يوجه قلوبهم جهة معينة في التفكير والاعتقاد وأنماط السلوك. إلا أنها نتاج ذلك المجتمع. أما الثقافة الإسلامية فإن أصولها العقائدية والأخلاقية والعملية وحي إله رباني، فالإسلام هو الذي أنشأ عقائد الأمة الإسلامية تصورها وأخلاقها وقيمها وهو الذي يحدد مسارها وبيّن منهجها. خلاصة القول أن الإسلام هو الذي صنع الأمة، والثقافة الإسلامية بين الثقافات الأخرى هي نسيج وحدها، فهي كالزيتونة التي وصفها القرآن (زيتونة لا شرقية ولا غربية).

يشكلون عنصر الحركة والحيوية، إذ هم الطاقة المنتجة والعطاء المستمر، ولم تنهض أمة من الأمم على مدار التاريخ، إلاّ- في الغالب- على سواعد شبابها وأكتاف فتيانها ذوي الحماسة المتدفقة، والعقول النيرة.ولقد أدرك أعداء الإسلام هذا السر، فعمدوا إلى وضع العراقيل في طريق الشباب، أو تغيير مسار اتجاههم؛ إما بفصلهم عن دينهم، أو شغلهم بتوافه الأمور، أو إبعادهم عن مصادر الهداية والتوجيه.ولا شك أنّ القرآن الكريم أعظم مصدر للهداية والنور، فهو دستور الأمة، وأساس نهضتها، وسر قوتها، به أخرجها الله من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، والحافظ لها من زيغ الشبهات وفتن الشهوات، قال تعالى ﭽ ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭼ [الإسراء: ٩]

على مواقع التواصل الإجتماعي على البناء القيمي للشباب المسلم، خاصة وأن الشباب في سياق نفسي يسهل معه تشكيل سلوكهم والنفاذ إلى وجدانهم بقيم وأهداف لا تتلاءم مع التزامهم الديني والأخلاقي.لقد أصبح للصورة تأثير عميق على مشاهد الوسائط الإعلامية المختلفة، وأصبحت تغني في أحيان كثيرة عن اللغة المكتوبة، وقد استغلت وسائط الإعلام هذا التأثير بمساعدة نظريات علم النفس في تمرير أهدافها وقيمها إلى المشاهد الذي أصبح مسلوب الإرادة حيال تأثيرها القوي. قسم البحث إلى  أربعة مباحث حيث تناول المبحث الأول الإطار المنهجي للبحث،ثم نشأة مواقع التواصل الاجتماعي ،فيما تناول المبحث الثالث البناء القيمي للشباب، وجاء الأخير موضحاً تأثير صور القتل على سلوكيات الشباب.استخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي  وخرج بنتائج مفادها: أن معظم مواقع التواصل الاجتماعي لها أهداف موجهة نحو قيم وسلوك الشباب، كما أن العرض المتكرر لصور القتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعل النفس البشرية رخيصة ولا قيم لها في نفوس الشباب إضافة إلى أن عرض هذه الصور يؤثر على قيم المروءة والنجدة لدى الشباب.

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة والنسمة المجتباة، سيدنا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم، وبعد:فقد عنيت الموسوعات العالمية بمختلف أنواعها - العامة منها والمتخصصة - بالقرآن الكريم، فأفرد له بعضها مقالات ومواد مستقلة جرى الحديث فيها عن مصدر القرآن، وكيف جمع، والقراءات المختلفة، وأجزائه وسوره وآياته، وأسلوبه، وموضوعاته، وترجماته إلى اللغات الحية إلخ. وتحظى هذه الموسوعات بقبول واسع في دوائر المثقفين والباحثين، كما تتميز بالتأثير البالغ في توجيه أفكار الناشئة والشباب، غير أنها تحفل بالكثير من الشبهات والأخطاء حول القرآن الكريم وكذلك حول الرسول صلى الله عليه وسلم وسائر دعائم الدين الحنيف، مما يسهم في تقديم صورة مغلوطة ومشوهة عن الإسلام.

   الإعلام هو واحد من وسائل التربية المهمة وله دور كبير في بناء القيم التربوية  ( ولا  أحد ينكر ما لوسائل الإعلام من صحافه وإذاعة وتلفاز من تأثير على النفس البشرية نفعاً أو ضرراً ولا يكاد يخلو بيت من إحدى هذه الوسائل الثلاث على الأقل وهي تخاطب الصغيروالكبير)^([1] قال جاسم الكندري وآخرون " تحتل وسائل الإعلام الجماهيرية موقعاً متقدماً في قائمة المؤسسات الاجتماعية التي تقوم بعملية التطبيع الاجتماعي  والقيمي من خلال تنشئة الأفراد وتثقيفهم وتعليمهم السلوك المقبول اجتماعياً ،إضافة إلى تلقينهم المعارف والعقائد التي تشكل هويتهم  الثقافية والحضارية ، ويقوم عليها أمر دينهم ولذلك فإن تعرُّض الإنسان منذ إدراكه إلى أن يموت للرسائل الإعلامية يجعله ينشاْ على القيم التي تُُشحن بها هذه الرسائل من حيث لا يشعر غالباً وتعتبر المؤسسات الإعلامية من أخطر المؤثرات الثقافية في التنشئة الاجتماعية  للنشئ بما تتضمنه من معلومات "^([2])  كما أن وسائل  الإعلام هي التي (تناصر الدكتاتوريات وتحمي الظلم وتحجب الحقائق  وتعمي الأبصار وتعزل المجتمعات إن كانت تحت أنظمة مستبدة ، وهي التي تدفع للخير وتنشر النور وتضيء الطريق وتحارب الظلم وتحرر الإنسان ، وتغرس القيم والمبادئ النبيلة إن كانت تحت أنظمة خير كالنظام الإسلامي