المقدمة:
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد على جزيل نعمه فهو أهل الحمد والثناء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ورضي عن صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
إن أعظم ما يشتغل به المسلم هو القرآن الكريم ، وأجل علم يتعلمه هو تفسيره وفهم مراد الله منه ، وقد كثرت التفاسير واختلفت طريقة تأليفها ووسائل جمعها إلا أنّها تصب في النهاية في بحر واحد هو لغة العرب وحديث النبي rوأقوال الصحابة والتابعين. ومن هذه التفاسير تفسير الإمام شهاب الدين أبي الثناء السيد محمود بن عبد الله بن محمود الألوسي المسمى (روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني).
سبب اختيار الموضوع:
أ/ إثراء التراث الإسلامي والإنساني بخدمة هذا الكتاب والتعريف به وبيان مكانته العلمية.
ب/ فتح الباب لدراسة هذا التفسير والعناية به من الباحثين وطلاب العلم لأهميته.
ج/ معرفة منهج الإمام الألوسي وبيان مكانته وإظهار شخصيته من خلال كتابه روح المعاني.
ملخص البحث
يتناول هذا البحث التعريف بالإمام الدوري صاحب الروايتين المتواترتين المعروفتين - روايته عن يحيى اليزيدي عن أبي عمرو البصري، وروايته عن الكسائي- ويبرز جهوده في خدمة القرآن الكريم وقراءاته وروايته إقراءً وتأليفاً، ويبيّن مكانته بين الرواة والمقرئين. وقد قسمته إلى مقدمة اشتملت على أهمية الموضوع وأسباب اختياره، ومنهج البحث، وخطته، ثم المبحث الأول: ويشتمل على ثلاثة مطالب، تضمن الأول التعريف باسم الإمام الدوري وكنيته ونسبته ومولده، وتضمن الثاني الكلام عن نشأته العلمية وطبقته ودرجته، واشتمل الثالث على ذكر أشهر شيوخه وتلاميذه، ثم المبحث الثاني: ويشتمل على مطلبين: تضمن الأول: الحديث عن أسانيد الإمام الدوري وذكر القراءات والروايات التي أخذها، وتضمن الثاني الحديث عن جمعه للقراءات وتصنيفها ومؤلفاته، ثم المبحث الثالث: واشتمل على مطلبين اثنين تضمن الأول منهما الحديث عن ثناء العلماء على الإمام الدوري وتوثيقهم له، وتضمن الثاني الكلام عن وفاة الإمام الدوري، ثم الخاتمة وفيها أهم نتائج البحث.
مقدمة:
الحمد لله الّذي أنزل القرآن الكريم بلسان عربيّ مبين. والصّلاة والسّلام على الرّسول الأمين، أُعطي جوامع الكلم، وفصل الخطاب، والحقّ المبين، وعلى آله وصحابته الغرّ الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
وبعد:
فالقرآن الكريم به من وجوه الإعجاز؛ ما أفاض العلماء بذكرها ونشرها، فعرّفَتْ بالقرآن أيّما تعريف، وأدّى هذا العمل الجليل إلى زيادة عِزّة المسلمين بكتابهم وارتباطهم به، وازدادوا بذلك شرفاً ورفعة.
ويعدّ الإعجاز اللّغويّ أظهر الوجوه الّتي خرج بها القرآن الكريم عن سنن العرب في كلامهم؛ من ناحية الألفاظ والحروف والتّراكيب والأساليب، فضلاً عن "اتّساق حروفه، وطلاوة عبارته، وحلاوة أسلوبه، وجرس آياته، ومراعاة مقتضيات الحال في ألوان البيان في الجملة الاسميّة والفعليّة"([1])، كالنّفي والإثبات، والتّقديم، والتّأخير، والذّكر، والحذف.
وحيثما أرجع الإنسان بصره، في القرآن الكريم وجد أسراراً من الإعجاز اللّغويّ، تقف العقول حائرة في سبر أغوارها؛ لذا فالقرآن ما فتئ بِكْرَاً على العلماء، وبه وجوه من الإعجاز اللّغويّ لم تغشاها أيدي الباحثين بعد؛ خاصّة في مجال التّراكيب والأساليب، يُضاف إليها ما يتعلّق بالجمل والكلمات والمفردات.
وهذا الأمر يكاد يطّرد في معظم آيات التنزيل، وأظهر ما يكون في سور بعينها، خاصّة في جوانب محدّدة؛ مثل: التّضاد، والمشترك اللّفظيّ، والمُشكل، والتّرادف، والتّكرار. والأخير لم يلقَ حظّه من دراسات كثيرةٍ موقوفة عليه.
([1]) مباحث في علوم القرآن، منّأع القطان، ط3، مكتب المعارف للنّشر والتّوزيع، 1421هـ 2000م.
المقدمـة
الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد ، نحمده تعالى ونشكره على ما له علينا من صنوف الإحسان التي لا يقدر على عدها أو حصرها إنس ولا جان.نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره من كل ذنب عملناه صغيرا أو كبيرا، عن خطأ أو عمد أو نسيان. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.ونشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدا عبده ورسوله ومصطفاه سيد ولد آدم وأول من يقرع باب الجنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. وبعد ..
فإنَّ علمَ التفسير من أعلى العلومِ قدراً ، وأجلها شأنا ؛ لشدة تعلّقه بكتاب الله تبارك وتعالى، ولقد عرف العلماء لهذا العلم قدره، فاعتنوا به أتمّ عنايةٍ، واهتموا به أيَّما اهتمام، جمعوه ووثّقوه، ونافحوا عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فبيّنوا صحيحَه من سقيمِه، وما يُقبل منه فيُروى، وما يُرفض منه فيُرمى.وإن موضوع التفسير الإشاري - أو استخراج المثل والإشارة من القرآن ونصوص السنة - لمن المواضيع المهمة، حيث يرى البعض أنَّ التفسير لا يبلغ بناءه وكماله وتمام مصداقيته في تحقيق وفاء معاني التنزيل بتفسير حقائق الوجود بأسرها إلا بإعمال المنهج الصوفي الإشارى فى التفسير ، ويرى البعض غير ذلك حيث اعتبر التفسير الإشاري من قبيل الوجدانيات التي لا تستند إلى برهان شرعي قاطع. لذا رأى الباحث أن يدلو بدلوه ويساهم بفكره في تحرير قضاياه ومسائله إتماما للفائدة وتحقيقا المصلحة.
وحتى يسهل تناول الموضوع لدى القارئ فقد قسمته إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. وتحت كل فصل عدد من المباحث. حيث جاء الفصل الأول بعنوان : مفهوم التفسير الإشاري، واشتمل على ستة مباحث . أما الفصل الثاني فكان بعنوان : أصول التفسير الإشاري، واشتمل على خمسة مباحث . ثم جاء الفصل الثالث بعنوان : آراء العلماء في التفسير الإشاري وشروط قبوله، واشتمل على مبحثين . ثم ذيلته بخاتمة لخصت فيها أهم النتائج .
مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الهدى الهادي الأمة من الضلال ، ومرشدها إلى الطريق المستقيم ، الذي أنزل عليه [النحل: ٤٤]، فبين أحكام القرآن وهداياته وتوجيهاته وإرشاداته، فتركنا على المحجة البيضاء.
ثم تولى الصحابة الأمر من بعده ، فساروا على نهجه وطريقه في تطبيق أحكام القرآن وإرشاداته ولم يحيدوا عنه ، فكانوا أشد تمسكاً بنهج الرسول وطريقه ، وبينوا لنا تعاليم القرآن وهداياته، بسلوكهم وأعمالهم قبل أقوالهم .
وقد وضح المفسرون كل ما ورد في القرآن ، وأوردوا ما جاء عن الرسول e وعن الصحابة والتابعين من البيان لمعانيه وأحكامه وتوجيهاته ، وهناك من المفسرين من له عناية خاصة بآيات الأحكام ، مع بيانهم للنواحي الأخرى.
ومن الأحكام التي ورد بيانها في القرآن ، أحكام الفيء . وقد اختلف العلماء اختلافاً كبيراً في كيفية قسمة الفيء، وهل الآيتان اللتان وردتا في سورة الحشر موضوعمها واحد أم مختلف؟ والفرق بين قسمة الفيء والغنيمة .
فهذا البحث يتناول الفيء، معناه ، والفرق بينه وبين الغنيمة والنفل، وقصة نزول آيات الفيء ، وأقوال العلماء في قسمة الفيء.
مقدمة البحث
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد فإن الفصل والوصل من أهم الموضوعات في المباحث البلاغية، وقد كان له شأن، عظيم عند البلغاء ، حيث سئل أحدهم: ما البلاغة ؟ فقال: معرفة الفصل والوصل. ومن هنا وجدنا عبد القاهر الجرجاني يكشف لنا عن أكمام أستار هذا الموضوع، ويبين كثيرا من أسراره، وقد حاز – رحمه الله- قصب السبق في حديثه عن الفصل والوصل، وبما جاء به من أمثلة عملية كثيرة من كتاب الله تعال وسنة نبيه وكلام البلغاء والشعراء.
ويقينا إن الفصل والوصل من أهم القضايا التي ترجع إلى الذوق البياني؛ لما له من صلة وثيقة بالمعنى المراد، فمتى تعطف الجمل بعضها على بعض ؟ ومتى يترك العطف ؟ ومتى تستأنف الجمل؟ وقد يخل العطف بالمعنى ، وقد يخل ترك العطف بالمعنى ، هذا كله من أسرار البلاغة ، كما يقول عبد القاهر رحمه الله.
إن معرفة الفصل والوصل من الأمور الضرورية في لغة القرآن الكريم؛ إذ تظهر من خلاله الكثير من المعاني والعبر والعظات، وسيظهر هذا واضحا جليا من خلال هذه الدراسة.
ومن هنا ارتأيت أن أتحدث عن بلاغة الفصل والوصل في هذا البحث، على أن تكون هذه الدراسة تطبيقية، ووقع الاختيار على سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وسميته (بلاغة الفصل والوصل في كتاب الله ، سورة إبراهيم أنموذجا) مستعينةً بالله تعالى ، ثم بما ورد في أمهات الكتب التفسيرية والبلاغية.
مقدمة البحث
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على النبي الأكرم سيد العرب والعجم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد:
فقد أنزل الله القرآن على سبعة أحرف، وصار القرآن يقرأ بقراءات مختلفة كلها متفَرِّعة عن الأحرف السبعة ، وقد تواتر منها عشرُ قراءات استقر عليها أمر الأمة ([1])، وقد تتبع بعض العلماء أوجه الاختلاف بين القراءات القرآنية فوجده على سبعة أنحاء كالاختلاف بالتقديم والتأخير ، والزيادة والنقصان ، واختلاف اللغات من فتح وإمالة وترقيق وتفخيم ، وتحقيق وتسهيل ، وإدغام وإظهار ، وغير ذلك ([2]).
ومع تلقينا لكل ما جاء عن الله وعن رسول الله r بالرضا والتسليم، وأن نردد ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ [آل عمران:7] ، إلا أننا نوقن أن الله تعالى ما أنزل شيئاً إلا لحكمة وما شرع شيئاً إلا لمصلحة دنيوية أو أخروية ظهرت هذه المصلحة أم خفيت علينا ؛ ومن هذا المنطلق نوقن أن الله تعالى ما أنزل القرآن بهذه القراءات المتعددة إلا لحكم عظيمة وفوائد عديدة.
من أجل ذلك أردنا في هذا البحث أن نبحث في الحِكم من وراء تعدد هذه القراءات، ونتأمل في فوائدها، ونجمع ما تناثر من كلام أهل العلم في ذلك ؛ لنزداد إيماناً ونُعمق حبَّنا للقراءات، ونجيب عن تساؤلات بعض الناس عن حكمة اختلاف القراءات.
([1]) قال ابن الجزري:"لا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء العشر" . انظر منجد المقرئين ومرشد الطالبين، لشمس الدين أبي الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى 1420هـ -1999م، ص(18).
([2])انظر النشر في القراءات العشر، لشمس الدين أبي الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف، تحقيق: علي محمد الضباع، المطبعة التجارية الكبرى (1/26/27)، ومقدمات فى علم القراءات، تأليف الدكتور.محمد أحمد مفلح القضاة والدكتور.أحمد خالد شكري والدكتور محمد خالد منصور، ط :دار عمار- الأردن، الأولى، 1422هـ ـ 2001م، ص(19).
مقدمـة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، تبصرة وذكرى لأولى الألباب، وجعل الحمد فاتحة أسراره، وخاتمة تصاريفه وأقداره، ونصلى ونسلم على أكرم خلقه، وخاتم رسله محمد r، الذي أرسله الله بالقرآن، فدعا به إلى الله على بصيرة، فكان سبباً في هداية الناس إلى الطريق المستقيم، والمنهج القويم، ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [الأنعام:115].
فالقرآن الكريم، كتاب الله الخالد، ومعجزة رسوله محمد r، التي لا تفنى إلى الأبد، وهو كتاب منتظم الآيات، متعاضد الكلمات، لا نفور فيه ولا تعارض، ولا تضاد ولا تناقض، صدق كلها أخباره، عدل كلها أحكامه، وصدق الله إذ يقول: [النساء:82].
وممّا لا شك فيه أنّ علوم القرآن الكريم، والتّفسير من أشرف العلوم، ذلك أنّ مرادها التّوصل إلى فهم أشرف كلام وأحسنه على الإطلاق، كلام الخالق جل وعلا إلى عباده وعبيده، ولقد أمرنا سبحانه بتدبّر كتابه فقال: [محمد: 24]، فكان الاشتغال بذلك من أفضل ما قُضيت فيه الأوقات وفنيت فيه الأعمار، ولما كثرت تفسيرات كتاب الله تعالى بين الناس، وأصبح المسلم في حيرة من أمره، أي هذه التفسيرات أصح، وما الذي عليه أن يتبعه، وقد كانت اختلافات المفسرين لفهمهم لدلالات النّصوص كل حسب ما يتوفر لديه من أدلة، لذلك كان لاختلاف الدلالة في فهم النّص القرآني مغزى كبير في التوصل لمعرفة المقصود من النّص، وأقصى ما يتطلب من الإدراك البشري أن يتحرى إدراك دلالة النّص وانطباقه، لا أن يتحرى المصلحة أو عدم المصلحة فيه! فالمصلحة متحققة أصلاً بوجود النص، ولمعرفة كل ذلك، كان اختياري لهذا البحث بعنوان: توجيه فهم النص القرآني.
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. قال تعالى : ﭽ ﯕ ﯖ ﯗﭼ [سورة إبراهيم الآية ]10 . وقال أيضاً : ﭽ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ [سورة محمد الآية 19] . فمن المعلوم عند أهل الحق أنّ الله تبارك وتعالى موصوف بصفات أزلية أبدية تليق بجلاله . وفيما يجب إعتقاده والإيمان به أنّ الله موجود وأنّ وجوده ليس كوجودنا لأنّ وجودنا له بداية ونهاية وأمّا الله تعالى فوجوده بلا بداية أي لم يسبق وجوده عدم ، ووجوده بلا نهاية أي لا يلحقه فناء .
فليعلم أن الذي ينكر صفة الوجود لله تعالى فيقال له : معطّل لأنه نفى صفة من صفات الله تبارك وتعالى الواجبة له بإجماع المسلمين . أما الدليل على وجود الله تعالى فإثباته بثلاثة طرق : إما بطريق الفطرة ، وإما بطريق الخبر وهما الكتاب والسنة الصحيحة، وإما بالدليل العقلي المحض .
لقد جاءت الأدلة المتنوعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله r على إثبات وجود الله وربوبيته ، وهي كثيرة ومتنوعة وسلهة وواضحة ؛ لأن الناس أحوج ما يكونوا إلى معرفة ربهم وخالقهم ، وحاجتهم إلى معرفة أشد من حاجتهم للماء والهواء والطعام . ويمكننا أن نقول ابتداءً إن كل شيء يدل على وجود الله سبحانه وتعالى، إذ ما من شيء إلا وهو أثر من آثار قدرته سبحانه ، وما ثم إلا خالق ومخلوق ، وق نبه القرآن الكريم إلى دلالته كل شيء على الله تعالى ، كما في قوله عز وجل: ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﭼ [الأنعام : 164]. وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد . وقد سئل أعرابي سؤالاً موجهاً إلى فطرته السليمة ، فقيل له : كيف عرفت ربك ؟ فقال : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، وجبال وأنهار ، أفلا يدل ذلك على السميع البصير ؟([1]) .
([1]) الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد ، (رسالة ماجستير) تأليف سعود بن عبد العزيز العريفي
تمهيد
لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم لإسعاد البشرية جمعاء والمسلمين على وجه التحديد من خلال تطبيق مفهوماته التي تتماشى حسب مقتضيات الزمان والمكان والحال دون الإخلال بالأصول التي لا تخرج عن المفهوم الواحد قديما وحديثا ومستقبلا ، غير أن حال الأمة اليوم يوحي بعدم فهمها للنص القرآني أو تأويله بما لا يخدم هذا الإنسان عامة وهذه الأمة المؤمنة بقرآنها خاصة، فأين الخلل يا ترى؟ وعليه وللإجابة عن هذا التساؤل لا بد أن نعرج على فكرة مراعاة المصلحة من خلال فهم النص القرآني في مداخلتنا هذه.
فالكثير منا يلاحظ جراءة كبيرة من بعض المسلمين في هذا العصر على كتاب الله تعالى وقولهم فيه بالرأي المحض دون الرجوع لأهل العلم من ذوي الاختصاص ، وهذا الذي يطلق عليه الخوض في تفسير القرآن بالرأي المذموم ممن التبس عليهم الرأي بالاستنباط.
فالقول في القرآن الكريم بالرأي مذموم ومعلوم ذمه عند أهل العلم، وفي المقابل نجد استنباط المعاني من كتاب الله تعالى وفهمها، وبتدبره، أمر محمود ممدوح، درج العلماء على دعوة الناس إليه ، ولتوضيح الفرق بين المذموم والمحمود من التفاسير الوقوف على الحدود الفاصلة بينهما وجب علينا تعريفهما بعد التعريج على تعريف التفسير عموما وشروط المفسر وآدابه