الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على النّبّي محمّد بن عبد الله الصّادق الأمين، وعلى آله وصحبه الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد:
فإنّ فكرة دراسة القراءات القرآنّية من خلال النّحو العربيّ تلحُّ على الباحثيْن وتستحوذ على تفكيرهما، حتى صارت هاجساً يطالب بالتّجسيد في بحثٍ،من خلال الموروث النّحويّ في أعصره المختلفة.
أهميّة البحث ومبرّرات اختياره:
تعدُّ القراءات القرآنّية والنّحو العربيّ شطراً كبيراً من الموروث العربيّ الإسلامي، ولا يمرُّ عصر من العصور إلاّ وتظهر فيه كتابات مبدعة وكُتّابٌ مبدعون، ويعتبر ابن هشام الأنصاريّ أحد هؤلاء الكتاب المبدعين، الذين أخذوا بالقراءات القرآنية،وأشادوا عليها صرح مؤّلفاتهم النّحويّة ، لذا وقع الاختيار على كتاب" أوضح المسالك إلى شرح ألفيّة ابن مالك " مجالاً للتّطبيق النّحويّ على القراءات القرآنّية التي استشهد بها الكاتب،فجاء عنوان البحث:" أثر القراءات القرآنّية في تعزيز القاعدة النّحويّة " وتتبلور أهميّة البحث ودواعيه في التالي :
القراءات والنّحو يحويان حقائق تكامليّة.إذ لابدّ للمشتغل بالقراءات أن يأخذ بالنحو لفهم المقاصد.ولا بدّ للنّحويّ أن يؤكد قواعده بالقراءات القرآنيّة ليأمن الزّلل والشّطط.
البحث يمكّن الباحثيْن من رصد مفارقة أسلوب القرآن الكريم لأساليب البشر في الشّعر والنّثر.
البحث يُوظّف الأفكار والمفاهيم ويجلى الخصائص المستكنّة في القراءات القرآنيّة لمصلحة النّحو العربيّ.
البحث دعوة إلى إسقاط الأمثلة والمفاهيم في الدرّس النّحويّ والرّكون إلى أمثلة مَعِينُ الأخذ منها هو القراءاتُ القرآنيّة.
الحمد لله رب العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فهذا بحثٌ في علم أصول الفقه و هو متصلٌ ولا شك لعلوم الحديث، فعلماء الأصول يناقشون قضايا مهمة من علوم الحديث في باب أصول الأدلة عند الحديث عن الأصل الثاني من أصول الفقه و هو السنة النبويّة. فالبحث من الأبحاث الحديّة التي تقع بين علمي الأصول و لعلوم الحديث.
مشكلة البحث:
ما هي أسباب اختلاف المحدثين بحسب الدراسة الأصوليّة، و هل هناك خارطة يمكن تجميع هذه الأسباب وفقهاً لتكوين قاعدة يمكن أن نسميها أصلاً؟ و هل يتعارض هذا مع ما هو مدوّن في علم الحديث؟ و ما هو توجيه أسباب اختلاف المحدثين، و ما هو أثر هذه الأسباب على درجة الخلاف و ثمرته في الفقه و الأحكام.
الحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين وآتانا به مالم يؤت أحداً من العالمين والصلاة والسلام على من كان خلقه القرآن وميراثه القرآن ووصيته القرآن القائل( (خيركم من تعلم القرآن وعلمه))([1]) وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد .
فإن التربية ضرورة بشرية لا بد منها من أجل بقاء الإنسان وبناء الأجيال وتطورها، وتأكيد القيم الأصلية وصلاح الأخلاق والنفوس. ولما كان القرآن الكريم هو المصدر الأول الذي تستقي منه الأمة الإسلامية مناهجها وتصوراتها في الحياة فقد جاء شاملا لجميع متطلبات النَّفس الإِنسانية فيما تحتاجه من الأَوامر والنواهي، وما يصلحها وما يصلح لها، وما يسعدها وما يشقيها، وما يهديها وما يضلها. وعلِيه يتقرر أَن القرآن الكريم هو المنهج الكفِيل بتربية الفرد تربية شاملة كاملة، كما أَنه يُربي الأسرة الفاضلة والمجتمع الفاضل.
([1] ) الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله rوسننه وأيامه صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ، الناشر دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) ، الطبعة الأولى 1422هـ 6 / 192 حديث رقم (5027)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد خير خلق الله أجمعين، وأفصح من نطق بلسان عربي مبين، اللهم صلي عليه وعلي ءاله وصحبه الذين عنوا بالقرءان الكريم، وكانوا به يعملون .
وبعد: فإن أشرف ما نطق به اللسان، هو كتاب الله – تعالى- هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم، ولما كان القرآن العظيم أفضل كتاب أنزل ، كان المنزل عليه أفضل رسول أرسل، وكانت أمته من العرب والعجم أفضل أمة أخرجت للناس من الأمم، وحملة القرآن أشرف هذه الأمة.
لِذَاكَ كَانَ حَامِلُو الْقُرآنِ *** أَشْرَافَ الاُمَّةِ أُوليِ الإحْسَانِ
وَإنَّهُمْ فِي النَّاسِ أَهْلُ اللهِ *** وَإنَّ َربَّنــــا بِهِــــمْ يُبَـــاهِي
وقَالَ فِي الْقُرآنِ عَنْهُمْ وَكَفَى *** ِبأنَّهُ أْوَرثَهُ مَنِ اصْطَفىَ([1])
وقراؤه ومقرئوه أفضل هذه الأمة، وهو ذروة سنام العلوم ، وأعظمها على الإطلاق، وذالك لتعلقه بكلام رب العالمين ، والعمل على حفظه من اللحن والخطأ، وقراءته بقراءاته الصحيحة المروية بالسند الصحيح عن النبي-r -فهو من أفضل العمل، لأنه كتاب الله الكريم وفرقانه المبين ، وهو نبراس البشرية الهادي لها في الظلمات.
ولقد فهم أسلافنا هذه المعاني وحقيقة هذا الشَّرف،فعكفوا على دراسة هذا الكتاب قراءةً وبحثاً وتفكُّراً، فأخرجوا مكنون علمه بما فتح الله عليهم،وكان من هؤلاء العلماء الأجلَّاء الذين اهتموا بهذا الكتاب ودراسته، العالم الفذُّ الإمام (أبو داود) أفنى جلَّ وقته في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن خلال هذه النقاط الآتية تتبين خطة دراستي لهذا الموضوع .
([1]) طَيِّبَةِ النَّشْرِ فِي الْقِرَاءَاتِ الْعَشْرِ،لابن الجزري، ط الأولى، 1414 هـ - 1994 م، الناشر: دار الهدى جدة،بتحقق: محمد تميم الزعبي،البيت رقم (6-8) ص: 31.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المهاجرين، وإمام المجاهدين سيدنا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد :
فقد مثّلت الهجرة دوراً مهماً فى السيرة النبوية، وحظيت باهتمام الباحثين باعتبارها معبرا مهمّاً عبر به المسلمون فترة الاضطهاد فى مكة للاستقرار، والانتشار فى المدينة. ولقد بعث الله نبينا محمداً r بالهدى، ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، وبدعوة تملأ القلوب نوراً، وتشرف بها العقول رشداً؛ فسابق إلى قبولها رجال عقلاء، ونساء فاضلات، وصبيان لا زالوا على فطرة الله، وبقيت تلك الدعوة على شيء من الخفاء، وكفار قريش لا يلقون لها بالاً ؛ فلما صدع بها رسول الله أغاظ المشركين، وحفزهم على مناوأة الدعوة والصد عن سبيلها؛ فوجدوا في أيديهم وسيلة هي أن يفتنوا المؤمنين، ويسومونهم سوء العذاب، حتى يعودوا إلى ظلمات الشرك، فلما رأى الرسول r ما يقاسيه أصحابه من البلاء، وليس في استطاعته حينئذ حمايتهم، أذن لهم في الهجرة إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ثم لحق بهم في المدينة.
الحمد لله رب البريات،المنعم على جميع المخلوقات،والصلاة والسلام على المبعوث بالرحمات،وعلى آله وأصحابه الطيبين والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين،وبعد ..
فإن لزوجات النبي r مكانة في الفضل والمنزلة ليست لغيرهن من النساء قال تعالى : ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [الأحزاب:32]ولهن من الحرمة والتعظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين،فهن من آل بيته طاهراتٍ مطهرات،طيباتٍ مطيبات،بريئاتٍ مبرءات من كل سوء يقدح في أعراضهن وفرشهن فرضي الله عنهن وأرضاهن.
لذا رغبت في العيش مع هذه الآيات من خلال هذا البحث الموسوم بـ:مكانة أمهات المؤمنين في كتاب رب العالمين دراسة موضوعية على ضوء سورة الأحزاب،لأقف على ما حظين به من الذكر في ثنايا الآيات القرآنية بجمع ما ورد في حقهن في هذه السورة التي بينت فضلهن وأكدت على عظيم مكانتهن،وتعريف القارئ بذلك أداءً لبعض حق رسول الله r وآل بيته-رضي الله عنهن- وبيان مالهن من المكانة والفضل من خلال هدايات الآيات راجية من الله تعالى أن أكون سددت فيم َكتبت.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن معرفة الله عز وجل من أجل العلوم وأشرفها؛ لأنها تتعلق بمنشئ الخلائق ومبديها، ولا يمكن للمخلوق أن يعرف خالقه إلا عن طريقه سبحانه وتعالى، وقد تعرف الله عز وجل إلى خلقه بأسماء وصفات ذات دلالات ومعاني بلغت منتهى الكمال والحسن، فكان للإيمان بها، والتعلق بها أثر في توحيد الإنسان وسلوكه، وقد رأى الباحث أن يكون عنوان هذا البحث: مظاهر الكمال والحسن في أسماء الله عز وجل وصفاته.
أهمية الموضوع:
تعلقه بأهم ركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالله عز وجل.
تعلقه كذلك بأسماء الله عز وجل التي هي أشرف الأسماء وأكملها، والتي تعمق الإيمان بالله عز وجل وتعظيمه لدى المسلم.
يبرز البحث معنى الكمال والحسن الخاص بأسماء الله تعالى وصفاته، ومظاهرها، مما يعزز لدى المسلم الإجلال والهيبة لله عز وجل.
بادر المسلمون في أثناء هجرتهم إلى الدنمارك في فترات تاريخية مختلفة إلى أهمية التفكير والتخطيط لنشر الدعوة الإسلامية ، والذي عرف فيما بعد بالجيل الثاني والجيل الثالث ، ويقصد بالجيل الثاني الدنماركيين من ذوي أصول أوربية ، أما الجيل الثالث فهم الذين ولدوا في الدنمارك سواءً أكانوا من أبناء المهاجرين المسلمين أم كانوا من الأوروبيين.
وتوثيقاً لهذه التجربة وتشجيعاً لدور الجالية الإسلامية في الدنمارك في المضي للإطلاع بمسؤولياتها الإعلامية ، وتنمية لروح المبادرة لدى أبناء الأُمّة الإسلامية ، يأتي هذا البحث بعنوان : " وظيفة الإعلام الإسلامي في البناء العقديّ للمهتدين في الدّنمارك " ، باعتبار أن الإعلام بوصفه علماً وفّناً أضحى سيّد الموقف في المسرح الثّقافي، والاجتماعي الأوروبي بوجه عام، والدنماركي بوجه خاص.