مقدّمة:

إنّ الاعتماد لمهنة التّعليم هو نوعٌ خاصٌ من ضمان الجودة في التّعليم، ويؤدي إلى اعتراف هيئة معترفٍ بها رسميّاً بالمعلم في أيّ مستوىً من مستويات التّعليم؛ حتى يلج باب التّعليم المؤهلون والمعدّون لهذه الخدمة والمنتمون لها: روحاً، وعقلاً، وجسداً.

يعدُّ الاعتماد المهني المدخل التّطوّري الحقيقي لتحقيق جودة التّعليم، التي تعني تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التّعليميّة والتّربويّة اللازمة لرفع جودة المنتج التّعليمي؛ حتى تتحقق الأهداف التّربويّة والتّعليميّة لمؤسسات التّعليم.

والاعتماد المهني للمعلم مهم؛ لأنّه يجعله قادراً على مجابهة التّحدّي الذي يواجهه، وهو قدرته على مواكبة المتغيرات النّاتجة عن الانفجار المعرفي والتّسابق المعلومي، ففي ظلّ هذا التّسارع يحتاج المعلم إلى مهاراتٍ متجدّدة لتنمية كفاياته الشّخصيّة، والمهنيّة، والاجتماعيّة، والمعرفيّة، والمهاريّة؛ حتى يكون التّعليم مهنة ذات أهميّة تعمل لها حسابات في كلّ الجوانب: الاقتصاديّة، والسّياسية، والاجتماعيّة؛ لإيجاد المعلم ذي المواصفات التي تتطلبها التّربية وسوق العمل.

مستخلص البحث :

      تناول البحث إعادة صياغة البحث العلمي في منهج الاقتصاد الإسلامي : ولقد صيغت  مشكلة البحث في أسئلة محورية وهى : إلى أي مدى  اهتمت الشريعة الإسلامية بالبحث العلمي ؟ وهل العلاقة بين النقل والعقل في النموذج الاقتصادي الإسلامي علاقة تعارض أم تكامل  ، وما هي  أهم طرق وأدوات البحث في الاقتصاد الإسلامي ؟ وما هي المباديء التي تحكم النموذج الاقتصادي الإسلامي ؟ وما هي التحديات التي تجابه إعادة صياغة البحث العلمي قي الاقتصاد الإسلامي ؟ . وركز الباحث على المنهج التحليلي الوصفي .

       و توصل الباحث إلى نتائج أهمها  : أنّ الإسلام اهتم بالبحث العلمي ، وأنّ العلاقة بين النقل والعقل في نموذج الاقتصاد الإسلامي علاقة تكامل ، و يعتبر الفقه الإسلامي من أهم طرق وأدوات البحث في منهج الاقتصاد الإسلامي ، وأنّ العدل والإعمار معاً هما من أهم المباديء التي تحكم النموذج الاقتصادي الإسلامي. وأنّ الفراغ المعرفي أهم تحدي للبحث في منهج الاقتصاد الإسلامي . 

مقدمة :

التغيير أحد سمات وضرورات الحياة، فهو قضية محورية لما يحتاج العالم من تسارع التطور العلمي وتفجّر المعرفة وثورة المعلومات وثورة المواصلات والاتصالات ، فالتغيير يشمل جميع مجالات الحياة ابتداء من الأسرة و انتهاء بأنظمة الحكم والإدارة. هذه التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي أصبحت سمة هذا العصر تحتاج للمواكبة العلمية للتعامل مع معطيات هذا العصر.

مشكلة الدراسة:

تتمحور الأسئلة الآتية:

1. إلى أي مدى تتقبل المنظمات التغيير؟
2. ما هو مفهوم التغيير وما هي أهدافه وخصائصه؟
3. ما هي مجالاته ،خطواته، أنواعه، ومقوماته؟
4. ما هي معوقاته؟وما هي أسباب مقاومتة ؟

ما هي مقترحات ورؤى الحلول؟ 

الحمد لله ذي الرحمة والإفضال، اللطيف بعباده على كل حال، الحكيم سبحانه في جميع الأفعال، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، جميل السجايا سنيّ    الخصال، e وعلى آله وأصحابه خير أصحاب وأفضل آل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فإن أفضل ما صرفت فيه الأوقات، واتجهت إليه الهمم، وكدت فيه العقول والأفكار، هو كتاب الله تعالى، تلاوةً وحفظاً وتدبراً وعملاً.

ومن هنا فقد استخرت الله تعالى للكتابة في موضوعٍ له تعلق بكتاب الله، لعلّي أن أقدم من خلاله نوع خدمة لذلك الكتاب العظيم، وبما أن لفظ (القُصَّّر) قد شاع استعماله هذه الأيام بدل لفظ اليتيم والصغير والسفيه والمعتوه والمجنون ونحو ذلك، مما أثار سؤالاً مفاده: ما المراد بهذا اللفظ؟ وهل ورد ذكره في كتاب الله تعالى؟ وهل هناك ما يدل عليه؟ رأيت أن أكتب في هذا الموضوع، فكان العنوان: (القُصَّر في النظرة القرآنية).

ولا ريب أن لفظ القُصَّر لم يرد في الكتاب الكريم، مما اقتضى الأمر تأملاً وبحثًا وتنقيباً، ونظراً وتتبعاً في آي الكتاب الكريم، للوصول إلى المقصود، وقد تبين أن اللفظ وإن لم يكن موجوداً في الكتاب الكريم إلا أن المراد به موجود ومبثوث في ثناياه، وهناك ما يدل عليه من الآيات البينات، الأمر الذي فتح الباب للشروع في الكتابة فيه، ولقد رأيتني مضطراً لإدخال "ومن في حكمهم" في عنوان البحث، وذلك لأني لم أرد الكلام على الصغار فحسب ـ مميزين وغير مميزين ـ، إنما أردت الكلام على ناقصي الأهلية أو فاقديها، ومن عجز عن تسيير أموره وقضاء حوائجه بوجهٍ عام، وقد أخذت هذه اللفظة "ومن في حكمهم" من الرسالة التي أعدت لنيل درجة الدكتوراه للباحث الفاضل جابر علي الحوسني، بعنوان: "أموال القاصرين ومن في حكمهم في الشريعة والقانون ـ دراسة مقارنة"^([1]) حيث قال:

يقصد بمن في حكم القاصرين كل من لديه قصور في أهليته سواء كان هذا القصور مطلقاً أم نسبياً، فيشترك المجنون والسفيه والمعتوه وذو الغفلة مع القاصرين في استحقاقهم للحجر، ولنيابة الغير في تسيير أموالهم ورعايتها، ويقاسون عليهم بجامع علة فقدان أو نقصان تمييز العقل وإدراكه.  ..إلخ ^([2]) .

المقدمة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.وبعد،

فإن النحاة بعد أن وضعوا قواعد النحو العربي، وذكروا الأصول التي بنيت عليها هذه القواعد، وهي السماع والقياس والإجماع واستصحاب الحال، فاتفق ابن جنِّي وابن الأنباري في الأولين، وذكر ابن جنِّي الثالث واشترط عدم مخالفته للمسموع، وذكر ابن الأنباري الرابع، وقال إنّه أضعف الأدلة.

ثم وضعوا الأسس المقيدة لهذه الأصول بدءاً بالسماع؛ لأنه الأصل في وصف الظواهر اللغوية. فجعل نحاة البصرة – ونعلم أنّ لهم السبق في وضع هذه القواعد، إذ سبقوا نحاة الكوفة بنحو قرن من الزمان- للشاهد سقفين زمانياً وآخر مكانياً مراعين كثرة وقلة المحتج به، ثم أطلقوا أحكامهم وفق ذلك – على حد زعمهم- إلى مطرد وغالب، وكثير وقليل ونادر وشاذ.

وإلى مطرد في القياس والاستعمال، ومطرد في الاستعمال شاذ في القياس، ومطرد في القياس شاذ في الاستعمال، وشاذ في الاستعمال والقياس.

المقدمة

        الحمد لله الذي شرع الدين وأعلنه، وأوضح السبيل وعَلّمه، ووضع لكل شيءٍ حكمةً وبيَّنه فأضاء للبشرية ظلمات قلوبها، وأحيا موات نفوسها، والصلاة والسلام على الهادي البشير النذير الذي فصَّل في القرآن ما أُجْمِل ووضَّح منه ما أُبْهِم، ولم يقبضه الله حتى أكمل له الدين وأتم عليه النعمة ورضي له الإسلام دينا ورضي الله عن آله وصحابته الأطهار الطيبين الذين حفظ الله بهم هذا الدين فرضي الله عنهم وعن تابعيهم وتابع تابعيهم الذين فقهوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة الكرام وجاهدوا في الله حق جهاده في سبيل حفظ الدين وكتابه حتى أوصلوه لنا نقياً واضحا جلياً.

وبعد: 

           فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من سلالةٍ من طينٍ ، ثم جعله نطفةً في قرارٍ مكين، ثم خلق النطفة علقة للناظرين، ثم خلق العلقة مضغة، أي قطعة لحم ثم خلق المضغة عظاماً ، أساساً يقوم عليه هذا البناء المتين، ثم كسا العظام لحماً هو لها كالثوب، ثم أنشأه خلقاً آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.قال تعالى ﭽ ﯡ  ﯢ  ﯣ  ﯤ    ﯥ  ﯦ    ﯧ  ﯨ  ﭼ⁽[1]⁾

        إن الله سبحانه وتعالى نوَّع أحكامه على الإنسان ُمنذُ أن كان نطفةً أمر الملك يكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم تنوعت الأحكام تبعاً لما سبق من حين خروجه إلى الدنيا  إلى حين يستقر في دار القرار وفي هذه الفترة تتعلق به أحكام عديدة و المخاطب بها الأبوين أو من يقوم مقامهما في تربيته والقيام عليه فالله سبحانه وتعالى له فيه أحكام جرت عليه الأقلام، وحكم له بأحكام، فإما أن يكون من أهل الإسلام في منازل السعداء وإما أن يكون من أهل الكفر. فهناك يضع عصا السفر عن عاتقه ويستقر به المقام فتصير دار العدل مأواه أو دار الشقاوة مثواه.

هذا البحث سبقته بحوث على هذا المنوال منها ما هو منشور ومنها ما هو محكم ينتظر دوره في النشر وهي: انفرادات "دوري الكسائي"و  انفرادات"قالون عن نافع" و انفرادات"شعبة عن عاصم" من خلال الشاطبية أردت بها مزيداً من تسهيل هذه الروايات ليتمكن طلاب علم القراءات من إتقانها لاسيما الروايات التي تقل فيها الانفراد؛ لأن ما يكثر فيها الإنفراد، خدمت من طلاب رسائل الماجستير والدكتوراة.

المقدمة

       الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للخلق أجمعين وعلى آله وصحبه والتَّابعين الّذين هاموا الكتاب المبين مطبقين ومرتلين مبشرين، وميسرين، هذا الكتاب المبارك الذي عنيت به أمّة محمدe عناية فائقة مذ نزوله، فصرفت الأوقات لأجله وبذلت الجهود بشأنه، وطربت الألسنة بترتيله، وتعلقت النفوس بتوجيهه، وعاشت العقول بتأويله، وسعدت المجتمعات بتطبيقه، وكثر حفاظه مفردين لرواياته أو جامعين لقراءاته، وهذا بحث بعنوان:

 انفرادات قنبل عن ابن كثير من خلال الشاطبية.

       أردت به ذكر الانفرادات، ومن المعلوم أنّ للانفرادات أهمية كبرى وفائدة عظمى، فهي قرآن حفظ أنفاس رسول الله e وحافظ على الرسم العثماني وعلى من وجوه اللغة العربية، كما أنّ استخراجها وتوجيهها يفيد ويسهم في إتقان الرواية لمن يقرأ برواية من الروايات أو يجمع القراءات العشر المتواترات، يضاف إلى هذا أنّ الروايات التي يقل فيها الانفراد لم تحظ ببحوث الماجستير والدكتوراة كالروايات والقراءات التي يكثر فيها ذلك مما يحتم على الباحثين في تخصص القراءات ذكرها في مثل هذه البحوث.

مقدمة :

نالت قصيدة (بانت سعاد) شهرتها لأنها قيلت بين يدي رسول الله r  ورضي عنها،فقدم بردته الزكية جائزة لصاحبها،لقد كانت البردة النبوية^([1])جائزة لشعر قيل في لحظة حاسمة من حياة ناظمه،قاله وليس له من أمل في الحياة إلا أن يعفو عنه رسول الله r بعد أن كان قد أهدر دمه،قاله في لحظة كان قتله واجباً على كل مسلم؛ التزاماً بأمر قائد الأمة ومشرعها،  لقد كان عليه لحظة إلقائه ؛ لينقذ نفسه من القتل، أن يحسن في قوله، أن ينتقي ألفاظه ومعانيه. وقد فعل، حتى إن الرسول الكريم استمع إليه، وأعجب بما سمع؛ورضي عنه، وأشار لأصحابه، كما جاء في السيرة،أن يستمعوا،وأجزل عطاءه،فمنحه بردته جائزة..وأنعم بها من جائزة ..

وقد أحب الناس ما أحبه رسولهم الكريم، وأعجبهم قول ناظمه ، كعب بن زهير في مديح رسول اللهr   فاعتنوا بالقصيدة وقدموها، وعدوها من أجل ما قيل في مدح رسول الله r، وتداولتها كتب التاريخ والسير، وأوردتها كتب الأدب واستشهد بها علماء اللغة والنحو، وتصدى عدد كبير من العلماء لشرحها، ومنهم من عارضها وخمسها وشطرها .. ([2])

مقدمة:

قال e: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)^([1]).

          في هذا البحث يود الباحث أن يقف على سنة واحد من خلفاء     الرسول e الذين أمرنا أن نتبع سنتهم وهو الخليفة عمر بن الخطاب t، ولا يستطيع الباحث في هذا البحث القصير أن يتناول سنة الخليفة عمر بن     الخطاب t كاملة بل فقط يحاول أن يقف على واحدة من أبرز سننه الإدارية وهي تجواله ليلاً بالمدينة المنورة إبان خلافته للمسلمين، تفقداً لرعيته وتحسساً لمشاكلهم فهو القائل (لو عثرت بغلة بالعراق لرأيتني مسئولاً عنها أمام الله لِمَ لم أُسوِّ لها الطريق)^([2]) فرعايته للرعية لا تقف على الإنسان وحده بل تتعداه للحيوان كما في الحديث أعلاه.

المقدمة

  الحمد لله وحده ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فهذا البحث قصدت فيه بيان أحكام الوصل والإرسال مع بيان الأمثلة والأقوال فيها مع بيان الراجح منها، والذي لم أجد مصنفاً مستقلاً في بيان وتجلية هذا الموضوع، والله أسأل أن يتقبله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يرزقني فيه القبول في الدنيا والآخرة، وأن يقبل جميع عملي لوجهه الكريم، وداعياً إلى سنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم صلى الله عليه وسلم.

أهمية وأسباب اختيار الموضوع:

من الأسباب التي دعت إلى الكتابة في هذا البحث:

(1) حبي وشغفي بكتب الحديث روايةً ودرايةً.

(2)بيان وتجلية هذا الموضوع لأني لم أجد فيه مصنفاً مستقلاً.

المقدمة

الحمد لله أهل الحمد والثناء، أَلزَم عبادَه المُؤمنين بالوفاءِ بالعُقُود ، وأَمرَهُم في كتَابِه وعَلَى لسَان نَبِيِّه عَلَيه الصلاة والسلام بحِفظ المَواثِيقِ والعُهُود ، ومدحَ نفسه وكَثِيرًا من خواصِّه بالوَفَاء بالوعد ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الخير ، والذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، فأوصى بحسن الخلق ؛ لما لأهله من الدرجة العالية والمنزلة السامية ، ورضي الله عن صحابته وأهل بيته ، أهل الأخلاق العالية، والقيم الرفيعة ... وبعد

فإن المهنة هي وظيفة أو عمل يقدمه الفرد لآخر أو آخرين، سواء أكان شخصا طبيعاً أو اعتبارياً، وهي تقوم على التزام بأدائها يرتبه الشخص على نفسه تبرعا، أو بمقابل وهو الغالب في الأداء المهني ، ويقصد بهذا الالتزام تحقيق أهداف معينة، وآثار محددة ، يساهم من خلالها الموظف أو العامل في تحقيق مصالح عامة أو خاصة تسهم بطريقة مباشرة ، أو غير مباشرة في دفع عجلة التنمية، وإقامة مشروعات النهضة، وبناء الأمة الحضارية.

 ولا تتحقق الثمار المرجوة من الأداء المهني إلا إذا تم الوفاء بالالتزام كاملا، وفقا لشروطه المنصوصة، وأصوله المعروفة ، والوفاء يعتبر جماع أخلاق المهنة، والمعيار الحقيقي لمدى التزام الشخص بالأخلاق  في أدائه المهني، والمرآة التي تعكس الصفات الحميدة، والسلوك القويم الذي يتحلى به العامل أو الموظف الموفي بالتزامه، ومن ثم فإن الوفاء التام بالالتزام يشمل جانبين: أداؤه وفقا لشروطه المنصوص عليها، وأصوله المعروفة وهي الأصل الظاهري في الالتزام ، و مراعاة القيم الفاضلة ، والأخلاق الرفيعة عند الأداء وهو جانب متمم ومكمل ، وكلا الجانبين مهم  للوفاء ، ولا يكتمل بدونهما ، بيد أننا نجد كثيرا من أهل المهن من الموظفين والعمال، لا يراعون ذلك ، إما بالغفلة عن أصل الالتزام ، وما يتضمنه من شروط وتكليفات ، فيختل الأداء في بعض شروطه ، وقد يلتزم بالشروط التزاما شكليا لا تراعى فيه القيم والأخلاق التي ينبغي مراعاتها عند الأداء ، و سبب ذلك قد يكون الجهل أو التجاهل لأمر الشرع بالوفاء بالالتزام ، ولو كان الالتزام تبرعا، وينسون أو يجهلون أن الوفاء مأمور به شرعا ولو كان الالتزام تبرعا ، وأن الله مطلع على أعمالهم وتصرفاتهم ولا تخفى عليه خافية.

المقدمة

             الحمد لله رب العامين حمداً يكافي نعمه ويوافي مزيده وهو الآمر والناهي الذي أحل أشياء وحرم أخرى وسكت عن ثالث من غير نسيان رحمةً بالناس ، ثم الصلاة والسلام على نبي الرحمة الهادي إلى صراط مستقيم ، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر المحجلين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

أما بعد :

      فقد اخترت ( أوجه الاتفاق والاختلاف بين جريمتي البغي والحرابة في الفقه الإسلامي) موضوعاً للبحث.

           الجريمتان حديتان عند بعض الفقهاء ويرى بعضهم الآخر أن الحرابة وحدها حدية والأخرى تعزيرية، وبين الجريمتين تشابه وتداخل ، ومع ذلك فهما متمايزتان، فلكلٍ منهما ما يميزه عن الآخر ، ولكن يصعب هذا التمييز في بعض صوره ، مما يجعلهما وكأنهما متطابقان في هذه الصور .