العدد (33)

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل الله فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فأدّى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة وكشف الله به الغمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيد الأنبياء، وأشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته،  والتابعين لهم إلى يوم الدين.

أما بعد.

فإن الله جلت قدرته عندما بعث إلى الأمة محمداً رسولاً ونبياً، ومرشداً، وقائداً، إنما أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى طريق الخير والهداية، والصلاح، والفلاح، والاستقرار، فقد أدى ما أمره الله به، حيث بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده إلى أن أتاه اليقين ص؛ لأنه الموصوف من رب العزة والجلال بأنه على خلق عظيم، وأنه قد حمل رسالة ربه إلى البشرية بعد أن كانت في ظلام دامس، وفي ظلال مبين، فأرشدها، ونصحها، وعلمها شؤون حياتها، وشؤون دينها، ودنياها، وآخرتها ومبتداها.

لا ريب أن الدين يعد ضرورة من ضرورات حياة البشر إذ غريزته وفطرته البشرية برهان على تلك الضرورة، وقد شهد غير المسلمين بفطرة التدين، يقول الفيلسوف الفرنسي هنري برجستون: " لقد وجِدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكنه لم توجد قط جماعة بغير عقيدة دينية "^([1])، ويقول الفيلسوف أوجست سبانيه :" لماذا أنا متدين؟ إني لم أحرك شفتي بهذا السؤال مرة إلا وأراني مشوقاً للإجابة عليه بهذا الجواب، وهو أني متدين؛ لأني لا أستطيع غير ذلك، فالتدين لازمة معنوية من لوازم ذاتي "^([2])، وأجدر الأديان بالبقاء والانتشار والقبول هي التي تلبي حاجات البشر الفطرية والروحية والأخلاقية، وتسمو فيها القيم الفاضلة التي تستقيم فيها المثل الأخلاقية والقواعد السلوكية التي تضمن صلاح الأفراد والمجتمعات، ومن هنا كان الوفاء بحاجات البشر من الجانب الفطري والروحي والأخلاقي المعيار السليم والدقيق على صحة الدين وعدم تحريفه وتلويثه، والسنة النبوية هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم في وفائها بحاجات البشر، ومما ينبغي التنبيه إليه أن هذا البحث ليس بحثاً استقصائياً إذ لم يُستعرض فيه كل ما ورد من النصوص النبوية الدالة على وفاء السنة بحاجات البشرية الفطرية والروحية والأخلاقية؛ لأن ذلك مما يطول ذكره، فاقتصر فيه على موضع  الشاهد.

أهداف البحث : يهدف هذا البحث إظهار عظمة الإسلام ومنزلته بين الديانات الأخرى، ودعوة التائهين الذين ضلوا في معرفة الدين الحق (الإسلام)

   وقد تفشت ظاهرة العنف في الآونة الأخيرة سواء في المدارس أو الجامعات علي حد سواء ليس في السودان فحسب بل العالم كله سواء المتحضر، أو النامي.

  والأصل أن المدارس والجامعات هي أماكن للتربية والتعليم، وغرس القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وليست ساحات عراك وتنابذ وتشابك بالأيدي واستخدام السلاح الأبيض والملوتوف وغيره، والعنف المقصود في هذه الدراسة السلوك العنيف الذي يقوم به الطلاب بهدف إلحاق الضرر النفسي والجسمي لغيرهم من الأشخاص سواء أكان ذلك داخل الجامعة أم خارجها، الأمر الذي دفع الباحث لدراسة هذه الظاهرة في المدارس والجامعات السودانية، وهذه الدراسة بمثابة تسليط الأضواء على هذه الظاهرة والتعرف علي مسبباتها ومن ثم وضع الحلول المناسبة للحد منها وتجنب العواقب المترتبة عليها.

       إن قضية المصالحات هي إجراء من إلهام السياسة التي جاء بها الشرع الحنيف ، أمر بها وأرشد إليها ربنا فقال :ﭽ ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ  ﯠ  ﯡ ﭼ [الحجرات 10] وحرض عليها فقال: ﭽ ﭡ  ﭢ ﭼ [النساء: 128 ]، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته ولم يكن بعيداً عن الإسهام في تقرير هذا المبدأ نظرياً أو عملياً ، إذ ما اختلف خصمان في حضرته في أمر أو تلاحى شخصان في زمانه على حق إلا وكان توجهه بإجراء الصلح بينهما حاضراً ، لا  بل هو أعمل المبدأ على نطاق أوسع ؛ إذ أدار به دولته داخلياً وخارجياً . إذن القضية عميقة الأبعاد في طبيعتها ، وفكرتها متجذرة في صميم المنهجية الإسلامية النظرية والعملية .

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .وبعد:

        فإن من الطرق المهمة للفصل في المنازعات الطرق غير القضائية ، وذلك لأنها تؤدي إلى تقليل الخصومات أمام القضاء ، ولا ريب أن من العلاقات التي تكثر حولها المنازعات علاقات العمل الفردي الخاص ، لأنها تقوم على تحقيق المصالح الخاصة ، ولأن صاحب العمل يسعى من خلالها إلى تحقيق أكبر قدر من الربح، وهو الطرف الأقوى في العلاقة التعاقدية ، كما أن العامل وهو الطرف الثاني في العلاقة قد يتوهم انه مظلوم ، أو يظن أنه مستغل من صاحب العمل ، أو لم يعطه حقوقه كاملة ، لكل ذلك ولغيره كانت هذه العلاقات مظنة النزاع أكثر من غيرها من العلاقات ، الأمر الذي دعا المشرعين إلى تجنيب القضاء كثير من هذه الخصومات، وذلك بوضع طرق غير قضائية يبدأ بها عند نظر هذه المنازعات ، وهي طرق في غالبها ترتكز على التسوية الودية للنزاع، إما في إطار جهة العم ، والتي غالبا ما يتعذر معها التسوية لكونها خصم في النزاع ، وإما عن طريق  الصلح ،  والذي تقوم به دوائر العمل النظامية ، وهنالك طريق غير قضائي لم يرد له تنظيم خاص في معظم النظم خاصة في عقود العمل الفردية، وإنما دائما ما يرد في عقود العمل الجماعية ، وهو التحكيم ، والذي يتميز بميزات عديدة من أهمها : تجنيب الخصوم علانية جلسات القضاء ، ويختصر عليهم الجهد والوقت والنفقات ، ويحافظ على العلاقة الودية بين الأطراف لقيامه على التراض ، والمحكمين فيه غالباً أصحاب خبرة بنوعية النزاع ، مما يساهم في حله بطريقة عادلة ومرضية لأطرافه.

الحمد لله خير ما تُسْتهلَّ به الأقوال والأفعال، والصلاة والسلام على أفصح الناطقين الضاد قاطبة، وعلى آله وأصحابه والتابعين الذين كانوا سُرجُاً منيرة في سماء الإسلام ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

إنّ الأدب الإسلامي من أغزر أنواع الأدب نتاجاً ، وأجودهم حرفة، وأصفاهم تصوّراً، ومع ذلك لم يلق حظه من العناية والمتابعة والدرس والتحليل.

وقد تناول البحث مفهوم الواقعية في الأدب الإسلامي، ومقارنتها بالواقعية الأوربية التي تعنى بوصف التجربة كما هي؛ كما تناول البحث أيضاً الواقعية الاشتراكية التي تصوّر الشر مع دواعي الأمل في التخلص منه فتحاً لمنافذ التفاؤل حتى في أحلك المواقف ولو أدى ذلك إلى تزييف الموقف، ثم تمت المقارنة بين تلك الواقعيات والواقعية الإسلامية التي تنطلق من مفهوم الإسلام الذي يرفض التشاؤم ، كما أنه يرفض التفاؤل الذي يقوم على الخداع أو التزييف، إلى جانب أنها واقعية تستقي مادتها من الحياة بكل أشكالها، وتصور مشكلات العصر على إطلاقها، وتصور النفس البشرية التي تجعل الإنسان في صراع دائم ما بين وحدة الطينية وقمة الملكوتية والواقعية الإسلامية من هذا المنطلق تمثل الصلة الفكرية والتطبيقية لمفهوم الأدب الإسلامي حيث تحقق الغاية الخلقية والفنية لعملية الإبداع الأدبي.