الحمد لله الذي جعل أوقات العباد معمورة بالطاعات، وفاضل بين الشهور والأيام والأوقات، إكراماً ورحمة منه لسائر المخلوقات، من ذوي العقول والألباب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد، وإليه المنتهى والمآب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل مَن تعبَّد لله وأناب، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحشر والمآب، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم مواسم و أوقاتاً يغتنموها في المسارعة إلى الطاعات، ومضاعفة الحسنات، وإجابة الدعوات، كشهر رمضان الكريم؛ وليلة القدر، وصيام الست من شوال، ونحوها.
ومن تلكم الأوقات يوم الجمعة، فإن الله تعالى خصه بخصائص دالة على أهميته، ومبينة لفضله ومكانته وإعلاء شأنه، وكتب فيه من الأجر والحسنات ما ليس في سائر الأيام، وجعل فيه ساعة لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ إلا استجاب الله دعاءه، وحث الشارع بالتماس وتحرى هذه الساعة، وأن نرجو بركتها وفضلها في أعمالنا.
قال ابن القيم-رحمه الله-:((يوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان
ولأهمية الموضوع، فقد رأيت أن أقوم بجمع ودراسة الأحاديث المتعلقة بالساعة التي ترجى في يوم الجمعة- متقصي لجوانبها المختلفة، رواية ودراية، والذي آمل أن يكون إضافة مفيدة للقارئ الكريم لم يسبق إليها.
هدفت الدراسة إلي التبصير بواقع خدمات الإرشاد النفسي للطلاب في الجامعات السودانية (جامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية نموذجا) ، وللتعرف علي اتجاهات الطلاب نحو خدمة الإرشاد النفسي ومدي وجودها بالجامعات ، كما هدفت إلي التعرف علي حقيقة وجود برامج ومكاتب للإرشاد النفسي داخل الجامعة ومدي اهتمام الجامعة بعملية الإرشاد النفسي .
ذلك لأن خدمة الإرشاد النفسي أصبحت تقوم علي أسس علمية بعيدة عن الذاتية والممارسات العشوائية ، كما أن لها دوراً رائداً في شحد الهمم، وتفجير الطاقات البشرية الكامنة واكتشاف القدرات وتوظيفها بطريقة مثلى تساعد في رقي وتقدم المجتمعات .
استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي ، وطبقت علي عينة عشوائية من طلاب وطالبات جامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية ، حيث بلغ عدد المفحوصين فيها (44) طالباً وطالبه ، استخدم البحث في برنامج spss)) الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية. وتوصل إلي نتائج مفادها :
أنه لا توجد خدمات واضحة للإرشاد النفسي للطلاب بجامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية ، كما أن ثقافة الإرشاد النفسي غير منتشرة في الجامعة ولا يوجد متخصصون في مجال الإرشاد النفسي بالجامعة .
عليه فلا بد من وضع برامج إرشادية واضحة المعالم في الجامعات تنفذ بواسطة مرشدين نفسيين متخصصين في المجال، إضافة إلي نشر ثقافة الإرشاد النفسي بطريقة علمية ممنهجة تبصر الطلاب بأهمية الإرشاد النفسي، ودوره في مساعدة الطلاب في مجالات الصحة النفسية عموما ، والتحصيل الأكاديمي علي وجه الخصوص .
المقدمة
الحمد لله القائل في كتابه العزيز: ﭽ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﭼ [ المجادلة : 11] والصلاة والسلام على رسول الله الأمين القائل في سنته الغراء: ((فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.))([1]) والقائل: (( يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة))([2]) أما بعد:
فلما كان من الثابت عند أهل السنة والكتاب ، وعند أولي الألباب أن علم الفقه من أشرف العلوم وأعلاها وأجلها قدراً ، وأعظمها أثرا وأكثرها فائدة إذ به تعرف الأحكام ، ويفترق به الحلال من الحرام ، فهو منهل الأئمة ومأوى المجتهدين ومورد المفتين ، لاسيما عند النوازل والمستجدات .
لقد زخر تاريخ الإسلام بكوكبة من علماء الفقه في مختلف العصور ، مثلوا منارات عالية في سماء العلم والمعرفة ، كما شهد عصرنا الحاضر نخبة مميزة من علماء الفقه يعدون امتدادا لسلفهم من الفقهاء.
لقد كان من أعلام القرن الأول في العلوم الشرعية كافة وعلم الفقه والحديث خاصة شخصية علمية نادرة جديرة بدراسة منهجها الفقهي وإبرازه والاهتمام به ، ذلكم هو الإمام العلامة مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله ، الذي ورد في فضله قول النبي r أنه قال : (( يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة)).
نظراً لما يمثله الإمام رحمه الله من مكانة علمية وأصولية ، ولما يتمتع به من منهج متميز وحاجة المكتبة الفقهية، فيما أرى، إلى بحثٍ مستقلٍ يبرز منهجه ويجلي طريقته ، فقد عزمت على أن أقدم بحثاً في ذلك ؛ إسهاما ومشاركة في إبراز المنهج الفقهي لذلك الإمام الفقيه الفذ ، وقد رأيت أن يكون عنوانه : (الإمام مالك بن أنس ومعالم منهجه الفقهي.) بينت فيه أهم خصائص و مميزات منهج الإمام مالك في الفقه.
([1]) أخرجه أبو داود في سننه كتاب العلم (3641),سنن الدارمي المقدمة (342).
([2]) أخرجه الترمذي في سننه ( كتاب العلم 18 )5/47، برقم 2680 عن أبي هريرة. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو حديث ابن عيينة، وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا: سئل من عالم المدينة؟ فقال: إنه مالك بن أنس ، وأخرجه أيضاً: النسائي في السنن الكبرى (2/489، رقم 4291)، والحاكم في المستدرك (1/168، رقم 307) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والحميدي في مسنده (2/485، رقم 1147)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/306).
لما كان موضوع هذا البحث جزءاً جوهرياً من النظام الإعلامي الذي يمثل أسلوب الاتصال الجماهيري ، أو نسق الإعلام أو أسلوب التواصل بين الناس فإن معالجته تستوجب ضرباُ من الطرح يحدد طبيعة الترابط العضوي بين الجزء والكل سواء أكان فيما يتعلق بموضوع البرامج باعتباره جزءاً من النظام الإعلامي ككل ، أم بين النظام الإعلامي والنظام الكلي الحاكم للمجتمع الذي يمارس فيه الإعلام .
ومن هنا لابد من الإشارة إلى مسلمة أساسية تمثل منطق المعالجة وهي أن الإعلام الذي يحمل حقائق الوحي الإلهي أو وقائع الحياة البشرية المحكومة بشرع الله إلى الناس يسهم في استقامة سلوك الناس وترقية أخلاقهم ، وتحقيق مقومات الشخصية السوية فيهم. ومن المسلمات كذلك أنه في النظام الإعلامي من منظور إسلامي ينبغي أن تخدم البرامج الدينية، والبرامج الأخرى أهدافاً محددة محكومة بمقاصد الشرع الحنيف وأحكامه ولهذا فإن الباحث يرى أن الحياة البشرية كلها مادة للإعلام من منظور إسلامي وليس هناك اهتمام بجانب من جوانبها دون الآخر ولكن بالطبع فإن التركيز يرتبط بمعيار مصلحة الإسلام والمسلمين علماً بأن السعادة في المفهوم الإسلامي ليست إشباع رغبات ، بل سعادة تحقيق الذات كلها فطرياً وروحياً .
هدُف البحث إلى التأكيد على حقيقة التكامل بين الوحي والعلم الحديث وأن الوحي الإلهي هو المصدر اليقيني الكلي للمعرفة ، حيث اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي في توضيح التكامل ما بين علم الحاسب الآلي كإحدى العلوم الحديثة نسبياً والوحي . وقد توصل البحث إلى أنه لا يوجد أي تعارض ما بين العلم والوحي الإلهي كما أن العلم من منظور إسلامي هو مفهوم شامل، ويجب علينا دائماً الرجوع الى الكتاب والسنة كمصدر للعلم وللتدبر والتفكر .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين ، وبعد:
فإنَّ الشًّريعة الإِسلاميّة قد جاءت بالخير للبشرية جمعاء، وذلك بما تضمنته من أحكام وتشريعات، ومأمورات ومنهيات، وفضائل ومستحبات، فهي بحق شريعة الله الخالدة إلى يوم الدَّين، ومن جملة ما أمرت به حفظ النفس من كل شر أو سوء يصيبها ، والأدلة الشرعية الصحيحة مستفيضة في ذلك ، والإنسان لا يستطيع أن يقوم بما خلقه الله تعالى لأجله ما لم يأمن في حياته على نفسه وماله وعرضه، لذا جاءت الشريعة الغراء بتحريم الاعتداء على النفس أياً كان الاعتداء بغير حق، وللاعتداء صور متعددة، وأشكال متنوعة، ومن ضمنها الاعتداء على الآخر بالضرب، ولا شك أن أحوال الضرب تختلف، وكذا صوره، ودواعيه، والآثار الناجمة عنه، ولأهمية هذا الموضوع في حياة الإنسان كونه يتعلق بأحد أنواع الاعتداء المحرم شرعاً، جاء هذا البحث لإبراز حكم الضرب إذا أفضى إلى هلاك المضروب.
وقد وسمته بـ "الضرب المُفْضِي إلى الموت ... دراسة فقهية مقارنة" رغبةً في إيضاحه، وبيان أحكامه عند الفقهاء رحمهم الله تعالى.
أسأله سبحانه وتعالى التوفيق والإعانة، والسداد والاستقامة إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
عنوان هذا البحث:"العلّل النّحويّة عند ابن الورّاق نماذج مختارة"، وقد أقام الباحثان هيكله على مقدّمة وستّة مباحث وخاتمة. جاء المبحث الأوّل مصوّراً أساسيات البحث، وفيه أهميّة البحث، ودواعي اختياره، وأهدافه ومنهجه وهيكله. وجاء المبحث الثّاني حول ترجمة ابن الورّاق والتّعريف به. أمّا المباحث من الثّالث إلي السّـادس؛ فقـد بسـط الباحثان فيها أنـواع العـلل، وخصائص التّعليل عند ابن الورّاق، وبعض النّحاة.
واتّبع الباحثان المنهج الوصفيّ التّحليليّ باعتباره الأنسب لهذا البحث، ومحقّقاً للأهداف التّي رسمت له، ومنها الإشارة إلى ما قال به السّلف، وأثاروه حول التَّعليل والعلّة النّحويّة وموقف ابن الورّاق منه، وتسهيل وتيسير التناول للآخذين بالعلّة النّحويّة من دارسي اليوم، وإيراد صور من العلّة والتَّعليل عند ابن الورّاق.
وانتهى البحث إلى جملة من النّتائج أهمها: أنّ ابن الوراق من العلماء البارزين الذّين تكلّموا في العلّة النّحوية والتَّعليل النّحويّ،ووضع نفسه ضمن السّلسلة الذّهبية التي بدأت بعبدالله بن أبي إسحق، وانتهت بابن مضاء القرطبيّ، كما أنّ ابن الورّاق قد انفعل بالمحيط النّحويّ الذّي وجد نفسه فيه، وهو محيط متّصل بالمذهب البصريّ، والمذهب الكوفيّ، وكان ابن الورّاق ذا نزعة بصريّة في آرائه ومنهجه النّحوي، ونجد ابن الورّاق قد صرف كلّ عنايته وجهده نحو العلل النّحوية اهتماماً ببيان القواعد، والأحكام النّحوية.
الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على خير الأنام نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد...
فقد بذل علماء اللغة والنحو قصارى جهدهم متتبعين لألفظ الكتاب الكريم بنية وإعراباً، ومعنى؛ يطلبون أفصح الألفاظ، وأجود المعاني، ومن هؤلاء العلماء أبو زكريّا يحيى بن زياد الفراء أحد أئمة النحو الكوفي، بل يعدّ ممن وضع سمات ومصطلحات النحو الكوفي، يلحظ هذا منْ أمعن النظر في مؤلفات القدامى والمحدثين، وبصورة أوضح عند المحدثين.
فالفراء ممن أوغلوا في القياس، وهذا ما جعله يخرج كثيراً عن إجماع النحاة الكوفيين، ولم يكن في مقابل ذلك موافقاً لجمهور البصريين دون دليل، بل خالف سيبويه وأستاذه الخليل في كثير من المسائل؛ لذلك فلا غرابة إنْ وجدناه يهاجم القُرّاء ويصفهم بالوهم وضعف الدراية، والشعراء فيصفهم بالغلط والنسيان، وغيرها من الأساليب.
ولإيماني بأنّ القراءة سنة متبعة وجاء على هذا إجماع النحاة ، وقد ذكروا ذلك في مؤلفاتهم؛ فسيبويه وشيخاه الخليل ويونس بن حبيب، وإمام المدرسة الكوفية الكسائي وتلاميذه ثعلب والأحمر وغيرهم على هذا المبدأ .
وإنْ كان الفراء نظرياً على مذهب هؤلاء إلا أنّه من حيث المنهج والتطبيق على خلافه، وهذا ما اطلعتُ عليه عبر مؤلفه معاني القرآن، حيث وقفتُ على منهجه؛ المتمثل في الاحتجاج بالقراءة أحياناً، والاحتجاج لها في أحايين أخرى، _ وهذا هو المنهج العلمي السليم في التعامل مع أعلى النصوص فصاحةً (القرآن) وقراءاته، ولا يسلم من يحيد عنه _ وموقف ثالث: وذلك أنّه تعامل مع القراءة وفق قواعد النحاة ، فذهب يطعن فيها أحياناّ طعناً صريحاً، فيصفها بالقبح، أو الخطأ، أو الغلط، أو ويصف صاحبَها بالوهم، وضعف الدراية بالعربية.
أو سلك طريق التعريض بها كقوله: لا أشتهيها، أو لا أحبّها، وإن كانت كذلك فلا أعرفها، أو فهي خارجة عن مذاهب العربية، إلى غيرها من أحكام تبرز القراءة وكأنّها نص من اجتهاد هؤلاء القراء وفق ما يشتهون ويرغبون.
لذلك عمدت في هذا البحث الذي وسمته ب(( القراءة بين التوقيف والاجتهاد عند الفراء في ضوء كتابه معاني القرآن)) إلى مناقشة هذا الموضوع مناقشة دقيقة في ظل ما توافر لديّ من مصادر ومراجع .
السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التربية الإسلامية وقد تضمنت كلّ المبادئ والقواعد التربوية التي تُفعِّل العمل التربوي وترعاه بل ترعى الفرد المسلم في جميع مراحل حياته منذ أن كان نطفةٌ في بطن أمه إلى أن يكون شيخاً هرماً ، وفي السنَّةِ النبويةِ رعاية لكل ذي حاجة وخصوصية وخاصة الموهوبين منهم ، والناظر في سيرة النبي r يلحظ ذلك بجلاء ويجد أن النبي r كان يعتني بالنوابغ والموهوبين وكان يُوليهم رعايته الخاصة، ويسعى دوماً لتنمية هذه المواهب وترقيتها.
في هذا البحث يحاول الباحث أن يقف على منهج النبي r في رعاية الموهوبين ناظراً إلى المبادئ النبوية المهمة في رعايتهم، ومؤكداً على أسبقيته r في رعاية الموهوبين،ومعدداً لهذه المبادئ النبوية.فاليوم نرى كثيراً من المواهب التي لم تجد الرعاية قد خفت ضوؤها وانطوى ذكرها وخسرت الأمة رصيداً مهماً من الموهوبين، فرعاية المواهب أمرٌ في غاية الأهمية بل من الأهمية بمكان ، فالرعاية تطوِّر المواهب وتنمِّيها حتى تكون فخراً لصاحبها،ولأهله وللبلاد عامة، والملاحظ اليوم بشكل ظاهر وواضح ، أن المجتمعات تتسابق وتسعي الأمم والبلدان في الكشف عن هؤلاء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم ، فلقد أدركت تلك الدول أنّ قدراتها إنّما تعلو بموهوبيها ومبدعيها ، وأنّها تتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها ، وهذه مسلّمة بدهية لا تحتاج إلى تأكيد ، فالثروة البشرية أفضل نفعاً وأعم فائدة ، وأكثر عائداً من جميع الثروات المادية الأخرى إذا ما ارتقى إعدادها ، وأُحْسِنَ استغلالها من أجل ذلك كله كان لزاماً على الأُمة الحفاظ على هذه الثروة العظيمة وعدم تبديدها بالإهمال وانعدام الرعاية ، فهؤلاء الموهوبون هم الذين يملكون مفتاح التغيير إلى الأفضل والأرقى في سبيل نهضة الأُمة الدينية والدنيوية
الحمد لله الذي أنزل القرآن هدي ونوراً، وأرسل به رسوله ليكون للعالمين نذيراً، حمداً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وأصلى وأسلم على صفوة رسله وأنبيائه محمد r وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد..
فإن القرآن هو معجزة الإسلام الخالدة، ومصدر التشريع الأول، أنزله الله هدى ورحمة للعباد، وتبياناً لكل شيء، وتفصيلاً لكل مسلم في الدين والدنيا والآخرة، ولقد أكد المعصوم –عليه الصلاة والسلام- مراراً وتكراراً على هذه المعاني بقوله: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي"([
لذا كانت العلوم المرتبطة بهذا الكتاب العظيم، والبحث فيه من أجل العلوم وأشرفها، ولم يزل علماء الأمة في نهم دائب من أجل فهم معاني القرآن، وأحكامه، وقصصه، وكل ما يتعلق به، فمعينه لا ينضب أبد الدهر، وإن دراسة القرآن أشرف ما ينفق فيها، وينافس فيها أصحاب العلم والمروءات، لأن القرآن هو حياة القلوب، ونور العقول، ولقد من الله على هذه الملة بعلوم كثيرة مستفادة من القرآن الكريم، يأتي في مقدمتها علم التفسير الذي هو مفتاح الكنوز والذخائر التي احتواها كتاب الله المجيد، المنزل لإصلاح البشر وإنقاذهم.
([1]) كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، علاء الدين بن علي بن حسام الدين المتقي الهندي (ت: 975هـ)، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1399هـ-1979م، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، ح(876)، 1/173.