العدد (1)

المقدمة :

الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله على جميع هداياته ومعارفه وعطاياه وعوارفه وأفضاله، والتحيات الطيبات المباركات وإكرامه ،على رسوله وحبيبه وصفوته محمد الأمين خاتم النبيين والمرسلين ،الذي جعل الله الذلة والصغار على من خالف أمره كما ورد به القرآن المبين و الحديث المتين حيث قال رب العالمين في بعض المخالفين له في الدين  [ الأعراف: ١٥٢ - ١٥٣ ] ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، والصحابة أجمعين الصادقين السابقين ،والذين أتوا من بعدهم من التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .أما بعد:

فإن بيان التوحيد والدعوة إليه من أجل المهام وأعظم الواجبات، خاصة توحيد الألوهية الذي هو سر القرآن ولب الإيمان، و كلما تنوعت العبارة بوجوه الدلالات لبيانه لهو من أهم الأمور وأنفعها للعباد في مصالح المعاش والمعاد،يقول شييخ الإسلام ابن تيمية:(فإن هذه القواعد المتعلقة بتقرير التوحيد، وحسم مادة الشرك والغلو كلما تنوع بيانها ووضحت عباراتها، فإن ذلك نور على نور)^([1]) ولهذا استعنت بالله تعالى على كتابة هذا البحث بهذا العنوان  )أساليب القرآن الكريم فى تقرير الألوهية) لعظمة أساليب القرآن وقوة حجتها ووضوح خطابها، فقد جاءت بأفصحِ عبارة وأفضلها وأوجزها،وفي مناهج و أساليب القرآن من تمام البيان والتحقيق ما ليس في غيرها، كما أنها المنهج القويم لعلاج مظاهر الشرك في الألوهية في هذا العصر وفي غيره .

وهذا من أهم أهداف هذا البحث، الذي جاء في مبحثين ، وجملة مطالب، لبيان استحقاق الله تعالى للعبادة ، وبطلان عبادة غيره سبحانه.

المبحث الأول: أهمية الألوهية والدعوة إليها وبيان معناها :

المطلب الأول: أهمية الألوهية والدعوة إليها:

إن قضية الألوهية وعبودية الله تعالى وحده،لا شريك له ،لهى أهم قضية على الإطلاق ،عند الأنبياء والمرسلين عليهم السلام،وعند الصالحين والمصلحين من

بعدهم ،في كل زمان ومكان، وهذه الحقيقة واضحة لمن تدبر القرآن الكريم ، ووقف مع قصص المرسلين والمصلحين،فسيجد أن محور الصراع بينهم والأمم والشعوب ، هو في الآلهة التي عُبِدت من دون الله تعالى،عندما أصاب البشرية الانحراف، في هذا الأصل العظيم، بعد أن كانو على التوحيد

  مقدّمة:

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ثمّ أما بعد فهذا بحث في أصول الفقه بعنوان "أصول منهج الفكر السّياسي"، وهو يسعى لتأصيل علم السّياسة الشرعيّة، وفق مبادئ وقواعد علم أُصول الفقه، بتبيين الرّوابط بين علم السياسة وبين علمي الفقه وأصوله، وتقعيد أصول عامّة لمنهجيّة التفكير السياسي في الإسلام.

مشكلة البحث:

  ينطلق البحث وهو يطرح السؤال الأخطر على مرّ عصور طويلةٍ، ماهو موقف الدّين من قضايا السياسة، وهل ثمّ رؤى مشتركة بينهما فيما يتعلق بأسباب القرار السياسي ودواعيه، وهل يمكن أن تتمخّض السّياسة من رحم الدّين، وهل يمكن للخطاب الدّيني أن يسعف السياسيّين بأصول وقواعد العمل السياسي، دون تضاربٍ أو إقصاء. وإلى أي مدى يصحّ جعل السياسة من علوم الفقه الإسلامي وتفاريعه، بما يمهد لتأصيله وفق أصول الفقه، أوليست السياسة من أمور تنظيم المعايش وأحوال الناس ونحن أعلم بشأن دنيانا؟ فهل لهذه الإباحة من حدود وماهي، وما هي علاقة علم السياسة بعلم أصول الفقه الإسلامي، هذه هي المشكلة التي يسعى البحث للكشف عنها.

أهمية البحث:

     ما دعاني لكتابة هذا البحث أمران: الأول منهما مؤتمر بيت المقدس الثاني والمقام في دول فلسطين حول إشكاليّة الدين والسياسة، وقد شاركت فيه ببحث بعنوان: "الاستناد إلى المصلحة المرسلة في الممارسة السياسيّة وأثره في إشكاليّة الدين والدولة"، وهو بحث حول أثر أصل المصالح المرسلة في الممارسة السياسية والخطاب الديني المعاصر، ثم رأيت أن أكتب هذا البحث الذي يضع أطراً تأصيليّة لعلم السياسة الشرعيّة، وهو أعم من البحث المذكور، والثاني مما دعاني لكتابة هذا البحث هو أنّ كليّة الشريعة والقانون قد عهدت لي تدريس مادّة السياسة الشرعيّة لطلابها، فأردت أن أكتب مما تعلمته في تلك المرحلة ما له صلة بتخصص أصول الفقه من علم السياسة، وهي مسألة تأصيل علم السياسة وفق قواعد أصول الفقه ومبادئه.

     تظهر أهميّة هذا البحث في أنّه يعالج واحدة من أهم قضايا أزمة الفكر المعاصر، وهي قضيّة العلاقة بين الدين والسياسة، وإلى أي مدى يمكن اعتبار السياسة فقهاَ، وفي أحوال تعارض المصالح الظاهرة مع النصوص القطعيّة كيف يتصرّف السياسي، وماهي القراءة الأصوليّة لتصرفات في عصر صدر الإسلام في التعامل مع المصالح في مخالفة النصوص القطعيّة كما فعل عمر رضي الله عنه في تعطيل مصرف الزكاة، وترك توزيع الغنيمة، وزيادة الحد في الشرب. وأثر هذا التأصيل في واقع الممارسة السياسيّة اليوم، كل هذه القضايا وغيرها تُظهر أهميّة البحث عندما يتناولها بفكرة شموليّة تأصيليّة، انطلاقاً من علم أصول الفقه الإسلامي.

المقدمة

   الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين.

    وبعد: فإن أحق ما تصرف إليه العناية ، وأول ما توجه إليه الهمة هو العلم بكتاب الله تعالى، من حيث تأويله وتفسيره وأحكامه، وتشريعه، وعلومه، ومناهجه ، وبيانه وفصاحته، ووجوه إعجازه وبلاغته ، وما يتعلق به من سائر ما تضمنه من أمور الحياة الدنيا والآخرة .

ومن خلال هذه الأحقية وجدت دافعا يدفعنى إلى اختيار موضوع في ذلك الكتاب الذي لا تفنى عجائبه، ووقع الاختيار على:

"الإعجاز البياني عند الإمام عبدالقاهر الجرجاني" .

دوافع البحث:

كان سر اختياري لهذا البحث ، فضلا عن الأحقية السابقة ، يرجع إلى عدة دوافع ، أهمها:

أولا : أن قضية الإعجاز البياني للقرآن الكريم فيها تحقيق للإمتاع الذهني، وترفيه للنفس.

ثانيا : أن هذه القضية موضع عناية العلماء منذ ظهور الإسلام حتى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد حققت أمرا ذا بال في مجال الثقافة والفكر والبيان .

ثالثا : أن الإمام عبدالقاهر الجرجاني يعد في طليعة النقاد والبلاغيين الذين فهموا القرآن الكريم وتأثروا به .

خطة البحث:

اقتضت طبيعة البحث أن أقسمه إلى مقدمة ، وتمهيد ، وثلاثة مباحث ، وخاتمة ، وفهرس .

المقدمة : ذكرت فيها أهمية الموضوع في الدرس البلاغي ،  ودوافعه ، وخطته ، ومنهجه ، وما راعيته فيه .

الحمد لله الذّي جعل الحوار أسلوباً ومنهجاً مرضِيَّاً للوصول إلى الحق الذي يرضاه، والصّلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذّي سلك طريق الحوار في دعوته، وسنّ بذلك منهجاً للدّعاة من بعده، وبعد..

    الاختلاف بين البشر حقيقة فطرية ، وقضاء إلهي أزلي مرتبط بالابتلاء والتّكليف الذّي تقوم عليه خلافة الإنسان في الأرض  قال تعالى: ( المائدة: ٤٨) .   ونتيجة لهذا الاختلاف في الرّأي جاء الحوار وسيلة للوصول إلى الحقّ والصواب ، والحوار من  وسائل التفاهم المهمة بين الناس، و من أهمّ وسائل المعرفة والإقناع ؛ مهما كانت الثّقافات والتّوجهّات، وكذلك من أهم وسائل الدعوة إلى الله، قال تعالى: ( النحل: ١٢٥).                  

        ومن هنا كانت الضّرورة مُلِحَّة للقائمين على الدّعوة الإسلامية أن يتقنوا فنّ الحوار من أجل الوصول إلى قلوب البشر والتّأثير فيها نحو الفضيلة والاستقامة على منهاج الله تعالى . وقد اهتمّ النّبّي e بأسلوب الحوار، وجعل منه منهجاً في مخاطبته للنّاس ودعوته لهم، لما للحوار من أثر وتأثير بالغَين في نفوس المدعوّين وعقولهم، ولما له من تحفيز على الطّاعات وترك للمعاصي، ولما فيه من تلقين وتوجيه تربوي لكلّ الدعاة والمُرَبيِّن إلى يوم القيامة.

   ولأهمّية هذا الموضوع يجيء هذا البحث بعنوان :( الحوار في الإسلام ) والذي يهدف إلى تأصيل مفهوم الحوار وبيان أهدافه وشروطه وقواعده وآدابه ، لكي يقدم المسلم على الحوار وهو عالم ومُلِّمٌ بهذه الجوانب .

وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة مباحث وخاتمة .

 جاء المبحث الأوّل بعنوان : (ماهيّة الحوار وأهدافه) وتحته ثلاثة مطالب ، المطلب الأوّل بعنوان (الحوار لغة واصطلاحاً) والمطلب الثّاني بعنوان(الفرق بين الحوار والجدل و المناظرة) ، أما المطلب الثالث جاء بعنوان (أهداف الحوار ) والتّي تتمثل في بيان صورة الإسلام الحقيقيّة وَنَفيِ مالحق به زوراً وبهتاناً وتبرئته من الغُلوّ والتّطرّف والإرهاب والعنف .   أمّا المبحث الثّاني فقد جاء بعنوان (الحوار في الكتاب و السّنة ) وتحته مطلبان ، الأول: بعنوان ( نماذج من الحوار في القرآن الكريم ) والمطلب الثاني بعنوان: (نماذج من الحوار في السّنَة ) والمبحث الثالث تحت عنوان :(شروط وقواعد وآداب الحوار) وتحته ثلاثة مطالب المطلب الأول بعنوان :( شروط الحوار ) وفيه أبرز شروط الحوار وهي 1/ توفّر الحريّة الفكريّة 2/ الاستعداد النفسي للاقتناع 3/ عدم التّعصّب لفكرة مسبقة . والمطلب الثاني بعنوان ( قواعد الحوار ) ويحتوي على أبرز القواعد العامّة : 1/اعتماد العقل والمنطق  2/ عدم التّناقض 3/العدل والحرص على طلب الحقّ     4/ خلق الأجواء الهادئة للتّفكير السّليم. والمطلب الثّالث بعنوان ( آداب الحوار) وتحته أبرز هذه الآداب:/ حسن الكلام  2/ حسن الصّمت والإصغاء 3/التّواضع 4/ الحوار بهدوء ورويّة5/ الحلم والصّبر.

ثم انتهى البحث بخاتمة فيها أهمّ النّتائج والتّوصيات .

أمّا المصادر فقد جاءت متعددة ومتنوّعة تبعاً لتنوع الموضوعات ، في مقدمتها القرآن الكريم ومجموعة من كتب التّفاسير ، والسّنة النبويّة من خلال الصّحاح والسّنن والمسانيد وغيرها من الكتب وبعض مواقع الشبكة العالمية ( الإنترنت) .

m:

      الحمد لله الذي نزّل القرآن الكريم، بلسان عربي مبين، والصّلاة والسّلام على من أرسله ربّه رحمة للعالمين، إمام القراء والمقرئين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، الذين نقلوا القرآن إلينا بقراءاته غضاً طريّاً، كما تلقوه عن خير البريّة.

وبعد:

      فإنّ كلام الله – تعالى – أعظم كلام تفنى الأعمار في خدمته، وأحسن حديث تمضى الأوقات في حفظه، وتلاوته، وتدبره، والعمل به، وأفضل علم يبذل الجهد في تحصيله، وتنقيح مسائله، وتحرير أوجهه، وتعليمه ونشره بقراءاته التي صحّت وتواترت عن رسول الله  e. ثمّ إنه من نعم الله – تعالى – على هذه الأمة أنه أنزّل لها القرآن على سبعة أحرفٍ، تيسيراً وتخفيفاً، كما صح ذلك عن رسول الله  e حيث قال: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ"، وفي رواية أخرى:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْه"([1]).

      وقد قيّض الله علماء فضلاء من هذه الأمة، لازموا القراءة والإقراء، من لدن عصر النبي e ، مروراً بعصر التابعين وتابعيهم من الأئمة المقرئين، وانتهاء بعصر الأئمة المجتهدين، فميّزوا المتواتر عن الشّاذ، والصحيح عن السقيم، والمقبول عن المردود، حتى صارت القراءات المتواترة، هي القراءات العشر،  محلّ اجماع لا يتنازع فيه اثنان.

ولمّا خفي أمر القراءات المتواترة على بعض الناس، والتبس عليهم سبيل تميزها عن غيرها؛ أحببت أن أعرّف بها وبرواتها الذين تنسب إليهم، وكذلك بالقراءات الشّاذة ورواتها- أيضاً-، وأن أقدّم تجربة علميّة يتميّز من خلالها المتواتر عن الشّاذ؛ لما في ذلك من فائدة عظيمة تعود على الراغبين في معرفة هذا العلم النفيس، والباحثين العلمين، إسهاماً مني في خدمة كلام الله - جلّ وعلا-.

مقدمة:

الحمد لله الذي الذي لم يزل فردًا صمدًا، الذي أنزل على عبده في الكتاب ^([1]). وصل اللهم وسلم على خير المرسلين وخاتم النبيين، صلاة دائما أبدًا، وبعد:

فهذا بحث وجيز في مسألة مهمة من مسائل الدين كثر فيها عند أهل عصرنا اللغط، وعظم فيها الغلط، وخاض فيها الناس خوضا كثيرًا، ولم يحرر كثيرون فيها القول تحريرًا، بل كثير هم من يتكلم فيها فيخلط الحق بالباطل، ويأتي بقول عن الحق عار وعاطل، فآثرت المساهمة فيها ببحث وجيز لا يوفيها حقها لكنه يعنى بجانب مهم منها، وهو: أقوال أهل التفسير المحققين، الذين هم على مذهب السلف سائرين، ولمنهج أهل الحق متبعين، مع بعض التنبيهات والتعليقات المتممة للمقصود، أرجو أن يكون فيه النفع والفائدة لمن يطالعه، والرد على بعض المفاهيم المغلوطة والأقوال المتعجلة في هذه المسألة المهمة.

وقد جعلت هذا البحث في تمهيد، وفصلين.

التمهيد: في مفهوم الحاكمية والكفر، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: مفهوم الحاكمية.

المبحث الثاني: في مفهوم الكفر

الفصل الأول: كفر الحكم المذكور في آية المائدة

الفصل الثاني: كفر التشريع المذكور في آيتي الأنعام والشورى، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: أقوال أهل العلم بالتفسير في آية الأنعام

المبحث الثاني: أقوال أهل العلم بالتفسير في آية الشورى

التمهيد في مفهوم الحاكمية والكفر، وفيه مبحثان:

مقدمة البحث

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأصلي وأسلم على نبينا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

اتسعت دائرة المعاملات المالية في هذا العصر بسبب سهولة وتعدد ضروب الاتصال بين الأمم والشعوب وتعرف كل أمة على ما عند غيرها من الأمم اتساعاً جعلت الحاجة شديدة إلى التبصرة بأصول المعاملات المالية المحرمة وبعض تطبيقاتها المعاصرة ليحذرها المسلمون تحرياً للحلال في أرزاقهم طاعة لله وحرصاً على السلامة في المعاد ومن المعاملات المالية التي صار المسلمون اليوم يتعاطونها دون أدنى قدر من الإحساس أو الشعور بالحرج وكأنها من الحلال البين رغم اتفاق جماهير أهل العلم على تحريمها بيع العربون في صور كثيرة متجددة وتطبيقات معاصرة . يقول الدكتور وهبة الزحيلي : ‹‹ وقد أصبحت طريقة البيع بالعربون في عصرنا الحاضر أساسا للارتباط في التعامل التجاري الذي يتضمن التعهد بتعويض ضرر الغير عن التعطل والانتظار ››([1]) وقد سبق أن كتبت في بيان فساد بعض المعاملات المالية المعاصرة التي يرجع بطلانها إلى الغرر وأكل أموال الناس بالباطل وامتداداً ومواصلةً لذلكم السعي يجئ هذا البحث عن بيع العربون مع التنبيه على بعض تطبيقاته المعاصرة وما يظن أنه من بيع العربون وليس منه في شيء بل هو من الباطل الذي لا يجري فيه من الخلاف ما يجري في بيع العربون . وقد جعلت البحث في مقدمة وخاتمة وخمسة مباحث على النحو الآتي :

المبحث الأول : في تعريف بيع العربون في اللغة واصطلاح الفقهاء .

المبحث الثاني : في بيان اشتمال بيع العربون على الغرر وأكل المال بالباطل .

المبحث الثالث : في قول الفقهاء في حكم بيع العربون وأدلتهم ومناقشتها .

المبحث الرابع : في حكم مصادرة مبلغ تأمين دخول المزاد إن تأخر السداد وصلتها ببيع العربون.

المبحث الخامس : في بيان كون رسوم المناقصات التي لا ترد ليست من قبيل بيع العربون المنازع فيه .

أسأل الله أن ينفع به القارئ وأن يجعله من عملي الصالح الذي لا ينقطع بمماتي وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

الحمد لله على نعمة القرآن الذي أنزل رحمة وأمنة منه سبحانه للإنسان من كيد الشيطان قال تعالى: ^([1])

وقال تعالى مخاطبا رسوله الكريم وإمام النبيين محمد r^([2]) فالرحمة بالإنسان بكل ابعادها ومعانيها باتباع وتطبيق أحكام النصوص الشرعية , كتاب الله وسنة نبيه المطهرة نبي الهدى والرحمة للامة, وكفى بالمؤمنين أمناً ان يخاطبهم المولى عز وجل ويعدهم بحياة أبدية في نعيم سرمدي إذ يقول:  ^([3]) ففي طاعة الله ورسوله استدامة للامن واستراتيجية امينة دينا ودنيا في الحاضر والمستقبل .

فمن حكم توجيهات النصوص الشرعية أمن الفرد والاسرة والمجتمع وفلسفتها في استدامة الأمن طيلة الحياة, فيظلّ المؤمن متعلقا وجدانيا بالغايات العظمى والأهداف النبيلة والنعم الكثيرة, في جنات النعيم وما فيها من سرر مرفوعة وحور عين وكواعب أترابا, وكأسا دهاقا وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون. قال r:(الا هل من مشمر للجنة إنها ورب الكعبة لا حصر لها إنها نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مضطرد وثمرة ناضجة وامراة حسناء جملية وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة, محلة عالية بهية فقالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله, قال : قولوا إن شاء الله,فقالوا إن شاء الله ) ^([4]) فلابد لمن أراد الوصول إلى الغاية العظمى أن يسلك سلوكا يأمن من السقوط في الهاوية أن يلتزم بطاعة وإرشادات وتوجيهات طرق السلامة طيلة مدة سيره وأن يجتهد في معرفة الحقائق وشواهد الطريق أمنة واطمئناناً من الضياع والهلاك.

الأمن في منهج الإسلام هو أمن الخوف من مصيبتين, مصيبة عاقبة السلوك, ومصيبة القدر التى لاينحني منها الحذر, ففي عاقبة سلوك الفجور والمعاصي في الدنيا والآخرة قال تعالى: ^([5]) أي فليخف الذين يخالفون أمر الرسول r ويتركون سبيله ومنهجه وسنته أن تنزل بهم محنة عظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة ^([6]) قال تعالى: ^{( [7])} ومصيبة القدر هي البلاء الذي لا ينجو منه حتى الأنبياء والمعصومون قال r ( أشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) ^([8]) فما على العبد إلا لزوم الصبر على الابتلاء والاقدار الربانية والرضا بها والتوبة والاستغفار والاستقامة والتضرع والدعاء قال r ( لا يرد القدر إلا الدعاء ولايزيد في العمر إلا البر ) ^([9]) وقال تعالى : ^([10]) فمنهج الإسلام هو سبيل الأمن الشامل الحسي والمعنوي الآني و المستقبل في الدنيا والآخرة أمن في الظاهر واطمئنان في الباطن من شر المحسوسات والمشاهدات وأمن من شر الغيبيات أمن من الله لخلقه وبه أرسل إليهم رسله مبشرين ومنذرين فالأمن واستراتيجية أمن المجتمع هو جماع مقصد القرآن ومناط هدى نبي آخر الزمان المصطفى r ومن تبعه بإحسان .

المقدمة :

       لقد حثّ الإسلام على الإنفاق والبذل, ليبقى المال في حركة دائمة ، من أجل تكاثره ونموه. ففرض الله تعالى الزّكاة لما لها من أهميّة في حفظ التّوازن، وزيادة النّشاط الاقتصادي ، كما شُرِعَتْ الكفارات والصدقات والقروض والهبات وصدقة الفطر والأضاحي والعقيقة ، ودُعِيَ إلى الإنفاق الطوعي لتحقيق التكافل والتعاون وسد النقص لدى أهل الاحتياج من أفراد المجتمع ، والنهي عن الإسراف والبذخ تحقيقاً للتوازن الاجتماعي ومراعاة لنفوس المحتاجين .

      وللآثار الاقتصادية المهمة للإنفاق جاءت أهمية البحث في موضوع الضوابط الشرعية للإنفاق بهدف التوصل من خلاله إلى مفهوم الإنفاق ومشروعيته في الإسلام وأنواع الإنفاق الشرعي وضوابطه . ومحاولة الإجابة على السؤال المحورى للبحث وهو : هل هنالك ضوابط للإنفاق في الإسلام ؟ . ولقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي . ويتكون هيكل البحث من مقدمة وثلاثة مباحث ، المبحث الأول : مفهوم ومشروعية الإنفاق في الإسلام ، المبحث الثانى : أنواع الإنفاق في الإسلام ، المبحث الثالث : ضوابط الإنفاق في الإسلام .

المقدمة:

في القرن السّابع الميلادي، وعند نزول القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرن من الزّمان بهر القرآن الكريم أنظار العرب بما كان يحويه  من إعجاز بلاغّي إذ تحّداهم بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله إن استطاعوا، فعجزواﭽ  ﯖ  ﯗ  ﯘ      ﯙ  ﯚ  ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟﭼ([1]).

وفي القرن الحادي والعشرين الميلادي، وبعد مرور أربعة عشر قرناً بدأ المسلمون يكتشفون أنّ هناك إعجازاً علمّياً في فروع العلم المختلفة، لم يكن معروفاً من قبل – فقد وردت إشارات علمّية في كثير من العلوم ، كعلوم الفضاء، والفلك، وعلوم الطب، وخاصّة علم الأجنّة والتّشريح، والطّبّ الوقائي، والعلاجّي – فكان بعضها يفهم في عصره بعد اجتهادات متعدّدة وبعضها يفهم بعد اكتشاف المعينات الكشفيّة والتّشخيصيّة، فقد كان الكثير منها متطوّراً وسابقاً لمعرفة البشريّة بعدّة قرون – خاصّة علم الأجنّة فقد اكتشف العلماء أنّ تفسيرهم لكلمة العلق والمضغة والظّلمات الثّلاث التّي وردت في القرآن الكريم لم يكن صحيحاً ودقيقاً إذ لم يتبيّنوا المقصود إلّا في القرن العشرين، بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني والأجهزة العلميّة الحديثة ودهشوا كلّما قرأوا القرآن ووجدوا فيه الكثير من المعجزات الّتي ما كانت معروفة سابقاً .

إنّ المعجزات والحقائق والإشارات العلميّة الّتي وردت في القرآن الكريم ليست واحدة أو اثنين في كلّ فرع من فروع العلم، لنقول إنّها محض صدفة – بل هي معلومات كثيرة، ومتعدّدة، وبعضها لا يذكر مرة واحدة أو في آية واحدة بل نجدها منتشرة بين جنبات هذا الكتاب العظيم الّذي تبلغ عدد سوره (114) سورة وزّعت على ثلاثين جزء، فإذا جمعت هذه الإشارات والمعلومات في كتاب واحد، فإننا سنخرج بكمٍّ هائل من العلم والحقائق.

مقدمة.

   الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد، فهذا بحثُ في أصول الفقه عنونت له بـ "مسالك العلّة في أصول الفقه وأثرها في أصول النَّحْو"، وهو دراسة مقارنة، توضح وجوه الشبه والفرق في مسألة مسالك العلّة في القياس بين العلمين المذكورين.

أهمية الموضوع:

    تكمن أهمية موضوع هذا البحث في كونه يبحث في مسالك العلّة في علم أصول الفقه وعلم أصول النَّحْو، ثم يبحث في وجوه التشابه والفرق بينهما، ويبحث في علاقة علم أصول الفقه بأصول النَّحْو فيما يخص محور مسالك العلّة، ويضع لبنة لتصور أثر علم أصول الفقه وقواعده على باقي علوم الشرع ومنها أصول النَّحْو.

   كما تظهر أهميّة البحث في أنه يقدم دراسة مقارنة لباب مسالك العلّة في علم أصول الفقه وعلم أصول النَّحْو،وهو الجانب الذي قصدت تحريره من أجل طلاب كليّة الشريعة، كما أنّ البحث يتناول باب مسالك العلّة في علم أصول النَّحْو، ويعرفهما ويبرز موضوع وغاية علم أصول النَّحْو، وهو من العلوم التي قد لايعرفها كثير ممن لم يتخصص في علم النَّحْو.

مشكلة البحث:

     ماهي مسالك العلّة في علم أصول الفقه وأصول النَّحْو، وما علاقة مسائله بينهما، وهل هناك تداخل بين علم أصول الفقه وأصول النَّحْو كالذي بين علم النَّحْو وعلم أصول الفقه، حيث يدرس الأصولي كثيراً من مسائل النَّحْو كما في الاستثناء والتخصيص وغيرهما، وهل استمدّ أحدُ العلمين هذه المسألة من الآخر وما مدى هذا الاستمداد، وماهي مدلولاته لكلا العلمين.

أهدافُ البحث:

  يهدف البحث إلى تعريف القارئ بعلم أصول النَّحْو، وبمسالك العلّة في علم أصول الفقه وعلم أصول النَّحْو، وإجراء المقارنة بينها في العلمين المذكورين في تفاصيل كل مسلك، ومحاولة معرفة السابق منهما لتدوين باب مسالك العلّة من واقع نتائج البحث، ومؤشرات هذا السبق ومؤدّاه لكلا العلمين.