إنّ من تدبّر وتأمّل في هذا القرآن لابد أن يقف على بعض المعاني العريضة التي ترد في عباراتٍ موجزة مختصرة يجد فيها المتأمل كنوزاً من كنوز هذا الكتاب لايدركه إلا من تدبر وتأمّل؛ ولما حباني الله سبحانه بحفظ كتابه ورزقني حسن التأمّل في آياته والوقوف على بعض مكوّناته وأسراره الكامنة في عباراته مثل كلمة {الرّشد} ومشتقاتها في القرآن الكريم وكلمة السّفه ومشتقاتها فيه، فعند تلاوتي لسورة الجنّ وقفت متأملاً في سبب إيمانهم بالنبي r من غير ترددٍ منهم ، حيث أخبرنا الله تعالى عن حقيقة إيمانهم بقوله : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ * ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ ([1]) فعلمت أنّ السبب في إيمانهم أنَّ هذا القرآن {يهدى إلى الرشد} وقلت في نفسي لابد أن يكون لهذه العبارة المختصرة معنى كبير فتتبّعت هذه العبارة ومشتقاتها في كل القرآن كما تتبعت الألفاظ التي على النقيض منها مثل {السفه} ومشتقاتها ثم تتبعت الجوانب التي ترد فيهما اللفظان في مختلف حياة الفرد والجماعة فوجدتهما في كلَّ جوانب الحياة تعملان فاتجه تفكيري للكتابة عن هاتين الصفتين الرشد والسفه (اعتقاداً واقتصاداً)
([1]) سورة الجن الآية 1ـ2.
أهداف البحث:
1/جمع الأصول المطّردة التي ذكرها الإمام الشاطبي في فرش حروف القرآن الكريم.
2/جمع ما ورد أربع مرات فأكثر في فرش حروف السور.
3/لمّ شتات أصول القراءات المذكورة في فرش الحروف وإلحاقها بأبواب الأصول.
4/تقديم دراسة جامعة لأصول القراءات المنتشرة في فرش الحروف.
5/تزويد المكتبة القرآنية بدراسة تتّسم بالجدّة والأصالة في جانب مهمّ من جوانب الشاطبيّة
الحمد لله المنعوت بصفات التّنزيه والكمال، والصّلاة والسّلام على النّبيّ الأُميّ الكريم المفضال، وعلى آله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أما بعد:ـ
فقد كانت تراودني رغبة شديدة، منذ وقت طويل، للكتابة حول الظواهر النّحوية الأسلوبية في القصص القرآنيّ، وكانت سورة(ص) تُعجبني أشدّ العجب بتراكيبها الفريدة،ودلالاتها الطّريفة وماورد حولها من أقوال المفسّرين.
أهداف البحث:
تكمن أهمية موضوع هذا البحث في كونه يبحث في القياس في علم أصول الفقه وعلم أصول النحو، تطبيقاً على مسائل قوادح القياس ثم يبحث في وجوه التشابه والفرق بينهما، ويبحث أيضاً في علاقة علم أصول الفقه بأصول النحو فيما يخصّ محور قوادح القياس، وبمعنى البحث فيضعُ لبنةٌ لتصوّر أثر علم أصول الفقه وقواعده على باقي علوم الشرع ،ومنها أصول النحو.
كما تظهر أهميّة البحث في أنه يقدّم دراسة لباب قوادح القياس في علم أصول الفقه وعلم أصول النحو، كما أنّ البحث يتناول باب قوادح القياس في علم أصول النحو، ويعرفهما ويبرز موضوع وغاية علم أصول النحو، وهو من العلوم التي قد لايعرفها كثير ممّن لم يتخصّص في علم النحو.
أهمية الموضوع وأسباب اختيار ه:
عندما حرم الإسلام الربا حرَّمه باعتبار أنّه وسيلة من وسائل تحصيل المال من طرق غير إنسانية لا خير فيها للأفراد ولا للمجتمع، ويجعل صاحب المال في حالة تربُّص دائمة بحاجة المحتاجين يستغلّها في زيادة ماله دون عمل يحقق انتماءه إلى مجتمعه، ومن هنا كان في مقدمة الأعمال التي قام بها الإسلام للقضاء على منابع الشرِّ، وإزالة الحواجز التي باعدت بين الإنسان وأخيه الإنسان، وقطعت وشائج القربى وصلات الأخوّة بين الناس، وتنمية المشاعر الإنسانية في المجتمع الإنساني الذي تظله معاني البِرِّ والتعاون والتراحم والتكافل، ومن هنا حرَّم الإسلام الربا.