في زمن التمدن والتكنولوجيا ومع تعقيدات الحياة الاجتماعية اليومية والمشكلات التي تواجه المجتمع وتزداد يوما بعد يوم والتي تحتاج للعقليات العلمية ومن أقسامنا العلمية في كل الجامعات الإسلامية المنوط بها في رسالتها توجيه المجتمع إلى الطريق الصحيح وقد قصدنا من هذا الحوار التعرف على جدوى الأقسام العلمية التي لها ارتباط مباشر بقضايا المجتمع ومشكلاته التي يجب السعي لمعالجتها والسؤال الذي يطرح نفسه هل أقسامنا قادرة على ذلك؟ وهل العقليات التي تديرها واعية ومدركة لحجم مشكلات المجتمع التي تتطور؟ أعلم أن جميعنا مدرك لحجم هذه المشكلة فانتظروا ريثما نجري هذا الحوار مع ضيفنا د. يعقوب إبراهيم الحاج رئيس قسم علم الاجتماع ونترك للقارئ أن يستشف الإجابة ويحكم.
التشرد قضية مهمة لها تأثيرها السلبي في المجتمع ونجد أن الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة التشرد في السودان هي الحرب الأهلية وعدم الاستقرار الأمني في أجزاء واسعة من السودان ، ولا شك أن طلاق الوالدات سبب لتشرد الأبناء فالأطفال المشردين هم ضحايا أسر مفككة لا تتمتع بالترابط الأسرى. التشرد مصطلح يعنى إنسان بدون مأوى يفتقد المأكل والملبس والحياة الكريمة التي تصنع منه إنساناً ذو مكانة في المجتمع ، وهذه الظاهرة ليست حديثة ولا قديمة بل هى موجودة مع تطور الدول وتسارع الزمن وتكثر هذه الظاهرة بشكل مفرط في المجتمعات الكبيرة والدول الصناعية الحديثة. تختلف أسباب التشرد لكل فئة ولكنها في النهاية تنحصر في (أسباب اجتماعية، اقتصادية ، نفسية وسياسية).